U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - أراضي الآخرة وحيطانها والجاذبية فيها -0418

   

  ٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (33/39)

 

 

٤٥ض- أراضي الآخرة وحيطانها والجاذبية فيها: > أنظر أيضا الفقرة ٣٦

إن شكل الآخرة هرمي. وغلظ جدر طبقاتها يزداد بلا شك من أسفلها إلى أعلاها. فكل ما في الأعلى كبير وفسيح. وكل ما في الأسفل صغير وضيق. وأغصان شجرة الخلد ترى من وراء تلك الجدر خصوصا الأمامية والخلفية في مستويات معينة من جنة الخلد ربما في أعلى كل درجة منها ( ودرجاتها متعددة ) كما ترى أيضا من وراء سور كل روضة في داخلها. وأغصان شجرة الزقوم بلا شك ترى من وراء جدر طبقات جهنم أيضا الأمامية والخلفية في نفس المستويات النسبية مقارنة بالجنة.

أما نوعية الحائط فبلا شك تختلف من طبقة إلى أخرى، وكذلك أراضي الآخرة. فلا يجوز أن يكون حائط جهنم من ذهب أو من أحجار كريمة مثلا. رأينا سابقا أن في قعر المركز العظيم الدنيوي حول الرتق المركزي توجد حمم سائلة وربما أخرى غازية لشدة الحرارة ثم حولها طبقات من الحمم الصلبة بعض الشيء ثم طبقات ترابية ثم حجرية مختلفة، ثم طبقات المعادن في الفضاء وهي التي بنيت بها السماوات السقوف ثم طبقات الأحجار الكريمة. وحول مركز كل كوكب نفس الطبقات. وبلا شك هذه الطبقات نجدها في جدر الآخرة وفي أراضيها. فكل ما في الدنيا موجود في الآخرة. فقمة الزاوية السفلى التي في أسفل الدرك الأسفل من النار حيث تلتقي الجدر الأربعة مع أسفل أرض جهنم كلها حمم شديدة الحرارة أكثر من حرارة أية حمم في الدنيا. فقمة هرم الآخرة كله حمم باستثناء الرتق الأبدي الذي هناك. وجدر تلك القمة أيضا. وعندما تنظر إلى جهنم من أسفلها ربما سترى تلك الحمم وكأنها شمس كبيرة هائلة لكن سوداء. وسيراها الخلق يوم القيامة عند مجيئها. قال تعالى﴿ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ﴾(١٢-٢٥) وسيسمع الناس زفير وتغيظ تلك الزاوية السوداء المرعبة بعيدا عنهم في الأفق الأعلى الأمامي كما رأينا. فنار جهنم سوداء كما جاء في الحديث. وسيخرج منها عنق ساطع وتجثو الأمم (حديث ). أي عنق من نار سوداء سيخرج من زاوية جهنم السفلى كما تخرج من الشمس أشواظ ثائرة. وعنق كل شيء أوله. وقد تكون عين جهنم في تلك الزاوية والله أعلم.

إن الزاوية السفلى من عالم الآخرة مكونة إذن من الحمم العظيمة الدائمة التي لا يزداد حجمها ولا ينقص. ثم فوقها جدر من الحمم أقل منها حرارة وأكثر منها صلابة شيئا فشيئا. ثم كلما صعدنا إلى الأعلى كلما تغيرت مادة جدر الآخرة لتصبح ترابا متماسكا ثم أحجارا ثم معادن مختلفة من الحديد إلى الذهب وبينهما معادن كثيرة كالنحاس والفضة وغير ذلك ثم أحجارا كريمة مختلفة، تزداد جمالا وعظمة كلما ارتقينا إلى الأعلى. وهذا موجود الآن في السماوات السقوف. ورأينا رواية عن ذلك.

نضيف هنا أن جدر جهنم ربما تحتوي أيضا والله أعلم على قطع رتقية تمنحها جاذبية لتمنع الكفار من أن يسقطوا مباشرة على رتق أسفل الجحيم. وفي نفس الوقت تجعل الحائط الحممي والترابي مرصوصا جدا. وجاذبية هذا الحائط مفصلة في محله.

وإذا كان عرض الجنة كعرض السماوات والأرض فمواد جدرها الخارجية هي أيضا كالمواد التي بنيت بهما والله أعلم. وكذلك أراضي الآخرة بنيت بنفس المواد وبنفس التدرج من أسفل جهنم إلى الفردوس الأعلى. أما حائط الروضات وزخرفها داخل الجنة فأمر آخر. لبنة من ذهب ولبنة من فضة. فما في الدنيا موجود في الآخرة. المادة القبيحة في الأسفل والجميلة في الجنة. وكذلك الحيوانات. القبيحة في جهنم والجميلة في الجنة. بل حتى إحساسات الإنسان القبيحة كالألم والقلق والحزن والهم والغم والملل واليأس والقنوط والخوف والتعب والمرض...الخ في جهنم والجميلة كالسكينة والفرح والانشغال في الملذات والأمان والقوة والصحة...الخ في الجنة.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة