U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الجنتان العلويتان - الجنة الذهبية العليا -0401

   

  ٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (16/39)

 

 

٤٥خ١- الجنتان العلويتان ( في روضة الوسط )

٤٥خ١أ- الجنة الذهبية العليا:

توجد هذه الجنة الفردية في قطعة أرضية عليا قرب وسط الروضة الجماعية. يحيط بها سور على شكل مضلع ذي ثمانية أضلع ولها ثمانية أبواب. في وسطها قصر كبير، أكبر قصر ذهبي للمؤمن. آنيته وما فيه من ذهب. وتدخل أنهار الماء واللبن والخمر والعسل من كل زاوية من زواياها الأربع الأقرب إلى الأنهار الرئيسية للروضة الكبيرة، وتلتقي في وسطها مرورا من حول أو من تحت القصر الذهبي الكبير ثم تخرج من زواياها الأربع الأخرى. وفي وسط أرض القصر شجرة كبيرة. وهي غصن من أغصان شجرة الخلد التي وسط الروضة الجماعية. في الحديث ( فقرة ٤٥ث٢ ) كل شجر الجنة منها، في كل دار غصن منها، وأغصانها تمتد إلى ما وراء سور الجنة. قال « إن دار المؤمن في الجنة من لؤلؤة فيها أربعون بيتا في وسطها شجرة تنبت الحلل فيذهب فيأخذ بأصبعيه سبعين حلة منظمة باللؤلؤ والزبرجد والمرجان » فالشجرة وسط القصر تمتد أغصانها من فوقه إلى ما وراء سور الجنة الفردية، ولها ثمانية أغصان رئيسية عليا وثمانية أخرى سفلى لأن شكل الجنة مضلع ذو ثمانية أضلع. وأغصان شجرة الخلد " الجماعية " تمتد هي أيضا إلى ما وراء سور الروضة الكبيرة الجماعية. وأغصان شجرة الخلد الأكبر تمتد إلى ما وراء سور الجنة التي عرضها السماوات والأرض. وبين أنهار الجنة الفردية قطع أرضية كبيرة. زاوية كل منهن من الوسط خمس وأربعون درجة وفيها جنات وجبال وسهول وشجر ... الخ ومجزأة إلى قطعتين أرضيتين إحداهما أعلى من الأخرى. في كل واحدة منهما جنتان.

إن أغصان الشجرة الثمانية تنطلق من الشجرة التي وسط القصر إلى أبواب الجنة. أما الأنهار فتذهب إلى زواياها بين أبوابها وتقسم أرض الجنة إلى ثمان قطع أرضية. أما أغصان الشجرة فتقسم الفضاء الذي فوقها إلى ثمانية أجزاء. وإذا نظرنا من الأعلى سواء إلى الجنة الفردية أم إلى الروضة الجماعية فسنرى ثمانية مجموعات كبيرة من انهار في الأرض العليا وأخرى في الأرض السفلى وثمانية أغصان كبيرة في سماء كل منهما فوق الأرض العليا وفوق الأرض السفلى. وتحت هذه الأغصان الممدودة ظل دائم من باب الجنة الفردية ( أو من باب الروضة الجماعية إن تعلق امر بها ) إلى وسطها أي إلى القصر الفردي أو إلى جذع شجرة الخلد الجماعية حيث مجلس أهل الجنة إن تعلق الأمر بالروضة الجماعية.

فكل جنة وكل روضة لهما ثمانية أبواب في أراضيهما العليا وثمانية أبواب في أراضيهما السفلى تمكن أهلهما من التنقل بين الجنات أو بين الروضات التي في نفس المستوى. والقصر في وسط الجنة الفردية يمتد علوه من أسفلها إلى أعلاها. وحوله تلتقي أنهارها سواء التي في القطعتين الأرضيتين العلويتين أم التي في السفليتين. وإذا صعد صاحبه إلى أعلاه فسيرى جنته كلها، ينظر إلى أقصاها كما ينظر إلى أدناها كما في الحديث. فالمؤمن سيمد له في بصره في الجنة خصوصا وشكلها ممتد ومقوس قليلا جدا إلى الانبساط تقريبا وليس كرويا صغيرا كأرضنا. قال في حديث قاله عبد الرزاق: إن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لرجل لا يدخل الجنة بعده أحد يفسح له في بصره مسيرة مائة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ...الخ « وفي حديث آخر» ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه مسيرة ألفي سنة « وهذا دليل على انبساط أراضي الجنة.

وما بين القصر وأبواب الجنة الفردية ثمان أراضي عليا، في كل أرض جنتان إحداهما قرب الوسط من ذهب والأخرى قرب الباب من فضة، وثمان أراضي سفلى، في كل أرض جنتان إحداهما من ذهب والأخرى من فضة. إلا أن الجنتين العلويتين مختلفتان عن السفليتين. ففي كل جنة عليا قصر في وسطها أصغر من القصر الكبير المذكور في الفقرة السابقة. وفي كل جنة سفلى خيمة من لؤلؤة مجوفة. آنية القريبة من الوسط من ذهب وآنية الأخرى من فضة.

وفي كل قصر شجرة على قدر حجمه وارتفاعه، وأغصانها تمتد إلى ما وراء سور تلك الجنة الصغيرة. وينطبق عليها ما ينطبق على الجنة الكبيرة. أما الخيام فربما أغصان شجرة الخلد تدخلها من فوقها وتمتد أيضا إلى ما وراء سور الجنة الذي يحيط بها ( وهذا افتراض نستنتجه من أن شجرة الزقوم في جهنم تنبت في أصل الجحيم أي في أرض حفرة النار وليس في حفرة الحميم التي ربما تدخل أغصانها من فوقها. ثم إن كون الخيام في الأسفل قد يوحي أيضا بذلك والله أعلم ).

وجاء في رواية ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه » وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان، وفيهما من كل فاكهة زوجان وحور مقصورات في الخيام...الخ في حديث طويل عند دخول المؤمنين الجنة. وقد نستنتج والله أعلم أن للقصر ثمانية أبواب رئيسية في مستوى ارض العليا وأخرى في السفلى. على كل باب أربعة جنان. اثنتان في ارض العليا واثنتان في ارض السفلى. وقد تكون له طبعا أبواب متعددة ثانوية. فصاحب القصر يخرج إلى أية أرض أراد من الباب الذي يؤدي إليها من قصره. وكل خيمة وكل قصر تحيط بهما ثمان أراضي عليا وأخرى سفلى، في كل أرض جنتان. كل جنة يحيط بها سورها. وفي وسطها قصر أو خيمة حسب مستواها من الوسط الذي تحيط هي به وتابعة له. وهكذا يستمر التقسيم إلى ما شاء الله. ومعه ينقص عرض الجنات وحجم وارتفاع القصور والخيام. القصر الكبير في وسط الجنة الفردية الكبيرة، وحوله القصور المتوسطة في الأراضي العليا والخيام المتوسطة في الأراضي السفلى، ثم حول كل من هؤلاء القصور الأصغر من ذلك في الأراضي العليا نسبيا والخيام الأصغر أيضا في الأراضي السفلى نسبيا ...الخ. 

ومن أغصان شجرة الخلد الرئيسية الثمانية تنطلق أغصان ثانوية أصغر منها ليكون الظل متفرقا على كل الجنة. إلا أنها ربما عامة لا تكون فوق الجنات الثانوية لأن كل جنة منهن لها فرع من شجرة الخلد خاص بها وأغصان تمتد هي أيضا من وسط قصرها الأوسط أو من وسط خيمتها الوسطى إلى ما وراء سورها.

وهكذا الشكل العام موجود في الكبير والصغير، أي في الروضة الجماعية التي سيدخلها عدد من المؤمنين وفي كل جنة فردية رئيسية وكل جنة ثانوية منها كبيرة كانت أو صغيرة. وكل قصر وكل خيمة تحيط بهما أيضا بساتين وحدائق وفواكه كثيرة وعيون بمناظر وأشكال لا يعلمها طبعا إلا الله ( أنظر الآيات القرآنية في كتاب تصنيف وتفسير آيات وفصول القرآن العظيم - فصل الجنة ١١٧ ت ). فذلك هو شكل الجنة الفردية العام حيث سيكون المؤمن في شغل بسعادته وسروره ينتقل من القصر الكبير إلى القصور والخيام الأصغر منه شيئا فشيئا. ثم إن كل ذلك يوجد فقط في جنة فردية واحدة. وعليه أن ينتقل " ويسافر " كل مرة إلى إحدى الجنات الثلاث الأخرى حيث يوجد ربما نفس الشكل العام لكن بمناظر لا يعلمها أيضا إلا الله والله أعلم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة