U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - أهل الروضات-0399

   

  ٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (14/39)

 

 

 

٤٥ح- أهل الروضات:

إن الذين سيدخلون نفس الروضة لن يدخلوها من باب واحد من أبوابها الخاصة بها ولن يمكثوا كلهم في نفس الجهة منها. فأفضلهم ربما سيدخلها من الباب الذي من جهة وسط الجنة بالنسبة للروضات المائلة ليكون أقرب إلى ذلك الوسط. أما روضات الوسط فهي الأفضل على الإطلاق في كل درجة وأبوابها توجد في نفس المستوى. والروضات الأقرب إلى الوسط أفضل من الأبعد عنه. وربما قد يكون الأمام أفضل من الوراء لأن العرش له فحص وهو قدامه ثم أهله بخلاف الذين سيكونون في الخلف لن يحتاجوا أن يسيروا كثيرا ليرتقوا إلى روضاتهم لأن الدخول إلى الجنة سيكون من الأمام. ويكون اليمين أفضل من الشمال سواء في روضات الوسط أم بالنسبة لجنة الخلد بصفة عامة. أي روضات اليمين ربما أفضل من روضات الشمال وروضات الأمام ربما أفضل من روضات الخلف. فجبريل مثلا وهو أعظم ملائكة الدنيا سيكون في الثلث الذي عن اليمين في أعلى الجنة وأقرب الملائكة إلى الوسط. ورأينا أن الأبواب الأمامية للجنة تدخل إلى روضات مختلفة حسب أنواع أعمال الناس. أما الباب ايمن الذي في الجدار ايمن والذي سيدخله من حساب عليه فهو لا يعني أن من دخله سيكون عن اليمين في الجنة بل رأينا أنه سيكون في روضة من روضات أعلى الفردوس اعلى التي تحيط بروضة الوسيلة في نفس المستوى.

قال تعالى﴿ والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات ﴾(٢٢-٤٢) أي سيتم توزيعهم على مختلف روضات الجنة حسب أنوارهم. ففي الجنة روضات كثيرة. في كل روضة جنات متعددة لعدد من المؤمنين. كل واحد له أربع منها في مناطق مختلفة في نفس الجهة من الروضة. في كل جنة فردية من تلك الجنات الأربع روضات فردية وقصور وخيام وغرف مختلفة من حيث الحجم والشكل.

ولا يقيم في نفس الروضة إلا الذين لهم نفس القدر من النور. قال تعالى عن الروضة الجماعية﴿ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون ﴾(١٥-٣٠) وسيدخلون كما أشرت كل من باب معين من الأبواب الثمانية للروضة بعد دخولهم من أبواب جنة الخلد الكبرى الثمانية. وسيلتحق بهم كل من صلح من آبائهم وذرياتهم وأزواجهم تكرما من الله لقوله تعالى﴿ ألحقنا بهم ذرياتهم ﴾(٢١-٥٢). فنحن نعلم أن الزوجات المؤمنات عامة ستكون في نفس الدرجة مع أزواجهم المؤمنين إن أرادوا وأردن حتى وإن كن أقل منهم إيمانا وعملا. وهذه الآية تعلمنا بأن الأمر سيكون كذلك مع كل ذرية مؤمنة حتى وإن كانت أقل إيمانا وعملا من والديها. أي سترفع إلى درجتهما لتقر أعينهما بها. وهذا الأمر لا يضر أحدا ولا ينقص من أجر أحد. وكل أهل الجنة سيطلبون ذلك ويسعدون به. أما الذي ليست له ذرية صالحة فالله سبحانه سيعوضه بما شاء. والمرء في الجنة مع من أحب كما جاء في الحديث. وسيكون الناس متقابلين وكذا جناتهم كما قال تعالى﴿ على سرر متقابلين ﴾(٤٤-٣٧). وبلا شك كل جنة من جناتهم الفردية هي أيضا على شكل مضلع ذي ثمانية أضلع فتكون بالتالي متقابلة مباشرة مع ثمان جنات في مستواها كما أن الروضة الكبيرة الجماعية متقابلة مباشرة مع ثمان روضات جماعية في مستواها أيضا والله أعلم.  



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة