٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (13/39)
جنات المؤمن:
في حديث أخرجه البخاري قال ﷺ« جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن «. إذن لكل مؤمن أربع مناطق في الروضة. جنة في كل منطقة. منطقتان كما سنرى في القطعة الأرضية العليا ومنطقتان في القطعة الأرضية السفلى.
جنات المؤمن الذي في روضة الوسط تماما:
الجنات الذهبية الكبرى توجد قرب وسط الروضة الجماعية لأن الذهب أفضل من الفضة والوسط أفضل من الأطراف في الروضات الوسطى. اثنان منهن لكل مؤمن. إحداهما في القطعة الأرضية العليا والأخرى في القطعة الأرضية السفلى. والجنات الفضية الكبرى أقرب إلى أبواب الروضة الجماعية وتحيط بالجنات الذهبية. اثنان منهن لكل مؤمن. إحداهما في القطعة الأرضية العليا والأخرى في السفلى. وهذه المناطق منفصلة عن بعضها البعض بمسافات كبيرة. قال تعالى﴿ ولمن خاف مقام ربه جنتان ﴾(٤٦-٥٥) ثم قال ﴿ومن دونهما جنتان﴾(٦٢-٥٥) أي من غيرهما ومن تحتهما. لذلك توجد في كل الروضات قطع أرضية عليا وأخرى سفلى. في كل قطعة أرضية جنتان لكل مؤمن. وأعطى سبحانه أوصافا لكليهما. إذن لكل مؤمن من أهل الجنة أربع جنان وليس فقط جنتين كما قيل. والقرآن لم يحدد في سورة الرحمان أن الجنتين الأوليتين للمقربين والثانيتين لأصحاب اليمين كما يقول بذلك بعض المفسرين ( وكأن أصحاب اليمين لا يخافون مقام ربهم ! ) مع أنه في سور أخرى حدد ما لهؤلاء وما لهؤلاء. والحديث السابق أيضا لم يحدد ذلك. بل روى ابن أبي حاتم أثرا عن وهب بن منبه فيه أن على باب كل قصر من قصور الجنة أربعة جنان: جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان « وهذا من أوصاف الجنات اﻷربع التي ذكرت في سورة الرحمان.
إذن لكل مؤمن يخاف مقام ربه جنتان من فضة: إحداهما في القطعة الأرضية العليا والأخرى في السفلى، وجنتان من ذهب: إحداهما أيضا في القطعة الأرضية العليا والأخرى في السفلى. أي اثنتان قرب باب الروضة الجماعية واثنتان قرب وسطها. وبالتالي لا تتشابه مواقعهن. أما سورة الرحمان فقدمت في وصفها الجنتين اللتين في القطعة الأرضية العليا. وبالتأكيد إحداهما من ذهب والأخرى من فضة. ثم من دونهما جنتان، أي اللتان في القطعة الأرضية السفلى. وبلا شك أيضا إحداهما من ذهب والأخرى من فضة. قال ابن عباس في قوله تعالى﴿ ومن دونهما جنتان ﴾ من دونهما في الدرج « وهما بلا شك لنفس المؤمن. وهكذا سيتمتع المؤمن بكل الأشكال والمواقع. قال ﷺ« أنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله بيت له في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى غرف الجنة من فعل ذلك فلم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت »( أخرجه النسائي عن فضالة بن عبيد ) فيتبين من هذا الحديث بوضوح أن جنات نفس المؤمن لها مواقع مختلفة في الجنة.
جنات المؤمن الذي في روضة مائلة:
الوسط في روضات الوسط أعلى من أطرافها إذا اعتبرنا الرسم الأفقي. وبالتالي الجنات الذهبية الكبرى أقرب إلى وسط الروضة من الجنات الفضية بينما في الروضات المائلة القصور الذهبية الكبرى ربما توجد قرب الأبواب الأقرب من وسط جنة الخلد التي عرضها السماوات والأرض بالنسبة لنصف الروضة الأقرب من ذلك الوسط. والقصور الفضية الكبرى قرب وسط الروضة في ذلك النصف منها. والعكس في النصف الآخر. فالجنات الذهبية ربما يجب أن تكون أعلى من الفضية في نفس الأرض من الروضة وأقرب إلى وسط جنة الخلد وأن تمر الأنهار فيها قبل أن تمر على الفضية والله أعلم.
إرسال تعليق