U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تفاضل الروضات - الوسيلة - روضات الوسط وروضات الأطراف -0395

   

  ٤٥- شكل جنة الخلد وجنات الدنيا وشكل الكون (10/39)

 

 

٤٥ج- تفاضل الروضات:

٤٥ج١- الوسيلة:

قال في حديث غريب » وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي إلا الملائكة الذين يحملون العرش «. فيوم القيامة لن يكون فوق هؤلاء الملائكة إلا رداء الكبرياء والله سبحانه وهم حاملون لامسون العرش بينما جنة الخلد توجد على بعد خمسمائة سنة منه ويبقى حاجزا فوق الناس وهم في الجنة. والوسيلة هي أعلى درجة فيها وفيها سيكون محمد إن شاء الله. وهي في أعلى وأكبر روضة وفي الوسط تماما ليس فوقها إلا العرش. ومن وسطها تنبع كل أنهار الجنة. ولا تستقبل أعمدة كسائر الروضات بل تنبع الأنهار من شجرة الخلد هناك بأمر الله " كن " فيكون. ثم تخرج من زواياها الثمان مجموعات من الأنهار المختلفة ثم تفرق على الروضات التي حولها والتي سيكون فيها بلا شك من لا حساب عليهم كما رأينا ثم على التي تحتها حتى تصل إلى روضات الأطراف والروضات السفلى.

 

٤٥ج٢- روضات الوسط وروضات الأطراف:

روضات الوسط هي فراديس الجنة. وهي أفضل من روضات الأطراف. وكلما ارتقينا إلى الأعلى كلما ازداد عدد الروضات في نفس الدرجة ( لأن الآخرة على شكل هرمي قمته في الأسفل ) وازدادت مساحتهن ( فكلما في الأعلى كبير وفسيح ) وازدادت المسافة بنفس الكيلومتر وليس بالمدة الزمنية بين كل روضة والتي فوقها مباشرة ( وسنرى تفاصيل ودلائل عن ذلك ).

وقال رسول الله « إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل بينهم «( رواه الإمام مالك عن أبي سعيد الخدري ) وذلك يعني أنهم يرون الروضات في الجنة كما نرى الكواكب الغابرة في الأفق من المشرق أو المغرب. وبالتالي كل روضة لا توجد في خط عمودي فوق التي تحتها مباشرة ولكن فوقها في أفق من آفاق السماء إما في جهة اليمين أو الشمال أو الأمام أو الخلف. لذلك لا توجد روضة وسطى في كل درجة من درجات الجنة بل فقط في كل درجتين. وفوقها مباشرة ملتقى للأنهار فقط. وفي الصحيحين قال « إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق من آفاق السماء « قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم. فقال» بلى والذي نفسي بيده لرجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين «

وفي الدنيا نرى النجوم بالليل تلمع بضوئها في ظلام حالك ( هذا بالنسبة للإنس لأنهم لا يرون نور الكرسي ). أما في جنة الخلد فسيرى أهلها فوقهم ظل الروضات ( أي ما يرى من أسفلها ) في فضاء فيه نور عظيم يزداد وينقص خلال اليوم اللهم إن جعل الله أسفلها يتلألأ بأمره وصنعه. فأنوار العرش تنزل على كل طبقات الجنة وليس في فضائها ليل بل أيام تتكرر بأبكارها وعشيها. أما الأعمدة والجسور الطويلة الممتدة بين الروضات فعروضها لا شيء بالنسبة لمساحات تلك الروضات.

والأنهار التي وصلت إلى منتهى سيرها وخرجت من روضات أطراف أدنى درجة في الجنة تختفي إلى الأبد بأمر الله كن فيكون كما تنبع بذلك الأمر على الدوام في أعلى روضة، روضة الوسيلة. وسنرى نفس الظاهرة بالنسبة لحميم جهنم. ولا تتحول أنهار الجنة إلى حميم. فجهنم خلقت بزمن بعد الجنة. ونشير هنا أن هذه الأنهار تمر أيضا كلها أو بعضها على روضات الأنواع الأخرى من الجن والإنس حسب قربهم أو بعدهم عن الوسط الذي سيكون فيه بنو آدم.

وتفضل روضات المقربين على روضات الذين دونهم بأن فيها عيون تسنيم. وبالتالي أنهار تسنيم تختفي بلا شك في أدنى درجة من الفردوس الأعلى الخاصة بالمقربين بأمر الله كن فيكون. أما عيون كافور وسلسبيل فموجودة في كل طبقات الجنة والله أعلم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة