U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - فقرة خاصة عن تحركات ومهام الملائكة يوم القيامة -0385

   

  ٤٤- الساعة (114/114)

 

 

٤٤ع- فقرة خاصة عن تحركات ومهام الملائكة يوم القيامة

الملائكة لا حساب عليهم. ورأينا كيف سيأخذون بعد نزولهم مصافهم حول الجن والإنس. ولهم حجوم وأطوال مختلفة. وسيكونون فوق أرض المحشر أكبر طولا من الإنس. وربما أعظمهم علاقة بهم ملائكة سدرة المنتهى. فهم يعرجون إليها الآن عندما تنتهي مهمتهم في أي أرض. أما الذين فوق ظهور السماوات السبع فيظلون في أماكنهم إلى قيام الساعة. ويوم القيامة بعد نزولهم إلى أرض المحشر سيقفون صفا حول الجن والإنس في القسم الثاني من تلك الأرض حتى يؤذن لهم بالانطلاق إلى الأمام خصوصا إلى القسم الرابع الذي سيكون بعد الصراط ليلتحق بهم المؤمنون الذين اجتازوه. ومهامهم يومئذ متنوعة حسب قدراتهم ومراتبهم.

- فمنهم الدعاة إلى مختلف مواقف الحساب. منهم من سيدعو كل خلق من مختلف أنواع الجن والإنس إلى موقف الحشر العام، مهطعين إليه. ثم بعد ذلك داعي آخر يدعو كل أمة إلى كتابها في الموقف الثاني. ثم داعي يدعو كل أناس بإمامهم إلى موقف متقدم. وهكذا حتى يأتي كل فرد معه سائق وشهيد من الملائكة.

- ومنهم الأشهاد: منهم من سيشهد على كل الناس في الموقف الأول بأن الله قد أنزل كتبه وأرسل رسله. وأعظمهم ملائكة وسط سدرة المنتهى كجبريل عليه السلام. وهؤلاء سيكونون فوق أرض المحشر في المقدمة والله جل وعلا في الأمام فوق كرسيه. ومنهم من سيشهد على كل أمة. وفي كل موقف سيحضر ملائكة أشهاد خاصين به ثم يطيرون إلى صفوفهم بعد إدلاء شهادتهم أو ربما بعضهم سيشهد في مكانه لعظم جسمه والله أعلم.

- وآخرون سيتكلفون بتطبيق القصاص في المظالم ويرغمون الظالمين على حمل أوزارهم.  

- وآخرون سيتكلفون بحشر مختلف الفئات من الإنس والجن وتصفيفهم. ومن ذلك حشر أصحاب الشمال إلى جهنم ثم سوقهم إلى أبوابها وحشر المتقين إلى الرحمان وفدا ثم إلى الجنة زمرا.

- والذين حول العرش سينزلون أيضا ليحيطوا بأرض المحشر المستطيلة. ثم يلتحقون بأماكنهم حيث كانوا بعد ارتفاع الله جل جلاله عن كرسيه.

- وملائكة عظام سيجرون جهنم لكي ينزلوها عبر الأرضين السبع بعد أن أنزلوها واستقرت في السماء على بعد معين من أرض المحشر. والجنة أيضا ستقرب للمؤمنين بعد اجتيازهم الصراط ورفعهم إلى الأعلى كل أناس مع ملائكة طبقتهم. واقترابها منهم هو عندما تنزل لتستوي أبواب طبقاتها مع الأراضي التي رفعت بهم.

- والمتلقيان عن اليمين وعن الشمال لن يلتحقا بصفوفهما حتى يمرا بالديوان العسير بالنسبة لصاحبهما الكافر ويلقياه بعد ذلك في حفرة من حفر النار أو بالديوان اليسير إن تعلق الأمر بالمؤمن. وعندما يبعث الله ظلمة لكي يقسم النور سيلتحق الملائكة المتلقين الذين كانوا مع المؤمنين وهم من نور بصفوفهم لكيلا يظل مع أي مؤمن حينئذ إلا نور عمله. أما الكافر فلا نور له وسيحشره الله أعمى بعد حسابه لكيلا يرى في الظلمة بنور المتلقيين لأنهما لا يزالان معه.

وصفوف الملائكة كلها ستتحرك في اتجاه الأمام بعد القضاء في الديوان الأول وستبتعد كثيرا عن الجن والإنس وعن القسم الثالث من أرض المحشر الذي سيبعث الله فيه ظلمة. وبعد اجتياز المؤمنين الصراط رأينا أنهم سيذهبون إلى الرحمان وفدا، عن يمينهم كما عن شمالهم ملائكة الدنيا. ملائكة سدرة المنتهى في المقدمة وفي الخارج ثم يلونهم وراءهم ملائكة ظهر السماء السابعة في الداخل بعض الشيء ثم ملائكة السماء السادسة...الخ ( أنظر الرسم ٢١. فشكل هذه الصفوف سيكون مختلفا عما كانت عليه قبل بداية الحساب. فقد رأينا كيفية صفوف الملائكة بعد نزولهم من السماوات السبع: ملائكة كل سماء تحيط بملائكة السماء الذين نزلوا قبلهم ). ثم ترفع ملائكة كل سماء مع المؤمنين الذين منحهم نفس القدر من النور تقريبا حسب إيمانهم وأعمالهم إلى مستوى أبواب الطبقة من الجنة المخصصة لهم. سيرفع المقربون مع ملائكة سدرة المنتهى إلى مستوى الفردوس الأعلى. وملائكة السماء الأولى سيرفعون مع الذين لهم أدنى درجة من أصحاب اليمين إلى مستوى الطبقة الثانية من الجنة. وسنرى أن أبواب الملائكة أعلى من أبواب أدنى كل طبقة من الجنة بعلو مقداره خمسمائة سنة. أما الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم فلن يكون معهم ملائكة لا عن يمينهم ولا عن شمالهم. وسوف نرى لماذا. وكل ملك من ملائكة الدنيا سيتقدم هو أيضا إلى الرحمان فردا ليكمل له نوره والله أعلم. قال سبحانه( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )(٩٣-١٩) ..... ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا )(٩٥-١٩). وأولهم ملائكة سدرة المنتهى ثم ملائكة السماوات. فلا ننسى أن يوم الفناء ستكون السماوات والأرضون قد توسعت إلى أقصى ما يمكن بنور الكرسي الذي يزداد عليهن ووصلت بنفس الكيلومتر إلى نفس عرض الآخرة. لكن نور الكرسي يوم الفناء يبقى دائما جزء من سبعين جزء من نور جوانب العرش. وملائكة الدنيا رغم ازدياد حجومهم التي ستصل يومئذ إلى التي ستكون لهم في جنة الخلد فنورهم يومئذ سيبقى هو أيضا جزء من سبعين جزء من الذي سيكون لهم في الجنة. ( ويوم الفناء سيتعادل تقريبا نور جوانب العرش مع نور وسطه لأن الحجب ستكون قد أزيلت تقريبا ) لذا لا بد لهم أن يتقدموا إلى الرحمان فردا لينالوا الباقي. أما حملة العرش ومن حوله فلن تتغير أماكنهم في نشأتهم الثانية. ونورهم يوم الفناء سيكون تقريبا كالذي سيكون لهم يوم بعثهم. لذا ربما لن يتقدموا فردا إلى الله. وسيبعثهم سبحانه بنورهم الكامل مباشرة والله أعلم.   

والله في الأمام يومئذ فوق كرسيه بعيد بذاته عن كل الخلق قريب بصفاته. والمتقون من الجن والإنس سيتقدمون إليه فردا فردا لتمد أجسامهم في نفس الوقت الذي ستتقدم إليه ملائكة طبقتهم في الجنة والله أعلم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة