U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الشفاعة -0382

   

  ٤٤- الساعة (111/114)



٤٤ط- الشفاعة

لن تبدأ أية شفاعة لأهل الكبائر حتى يأذن الله. والشفاعة يوم القيامة ثلاثة أنواع: شفاعة لفصل القضاء، وشفاعة لدخول الجنة، وشفاعة لإخراج الموحدين أهل الكبائر من النار. وأعظم شفيع عند الله هو سيد المرسلين محمد . فقد وعده بتلك الشفاعات الثلاث كما جاء في حديث الصور. سيشفع لكل الناس على الإطلاق بل لكل الخلائق التي تسكن في الحلقات الأرضية من الجن والإنس وسائر الخلق. سيشفع إلى الله ليأتي لفصل القضاء والناس قد يئسوا من وقفتهم وانتظارهم الطويل بعد البعث. وشفاعته الثانية هي لكل المؤمنين من الإنس والجن على الإطلاق لكي يأذن الله لهم بدخول الجنة. ولا أحد من رسل الإنس كلهم عليهم السلام سيستطيع أن يشفع الشفاعتين الكبيرتين هاتين. لذلك ستكون لمحمد الوسيلة على كل خلق الله المحاسب. وهو رسول إلى بني آدم والجن الذين معهم منذ بعثته إلى يوم الفناء. وسيرى الكل فضله على الناس وسائر الخلق من الجن والإنس. ثم بعد دخول أهل النار النار ودخول أهل الجنة الجنة سيكون صلوات الله وسلامه عليه أول من يشفع للموحدين العاصين من أمته.

ولا شك أن الشفاعة الثالثة لن يأذن بها الله حتى يمضي وقت ويدخل أهل الأعراف إلى الطبقة الأولى من الجنة. فهؤلاء أفضل من الموحدين الذين ألقوا في النار بسبب الكبائر. في حديث رواه ابن جرير قال رسول الله « أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن أقوام أصابتهم النار بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة « فالشفاعة ستبدأ إذن بعد أن يصيروا فحما.

قال « أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق الأرض عنه وأنا أول شافع وأول مشفع بيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه «( أخرجه الترمذي ). وقال « لكل نبي دعوة مستجابة فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة «( متفق عليه من حديث أنس. ورواه مسلم من حديث أبي هريرة ) وقال أيضا« أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة «( رواه البزار ) ويتعلق الأمر هنا بالشفاعة الثالثة التي ستخرج الناس من النار. فهو أول شافع ومشفع. ثم بعده يشفع كل نبي لأمته حسب تفاضلهم ثم الشهداء ثم المقربون غير الشهداء الذين في الفردوس الأعلى ثم الذين في الطبقة التي تحتها وهكذا. ولن يشفع منهم إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا ( كما ذكر في القرآن ) بعد اجتياز الصراط. أي من وعده الرحمان يومئذ بعد فوزه بقبول شفاعته. وعليه أن ينتظر الأجل. جاء في حديث الصور» فأقول يا رب شفعني فيمن وقع في النار من أمتي فيقول أخرجوا من عرفتم فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم يأذن الله في الشفاعة فلا يبقى نبي ولا شهيد إلا شفع فيقول الله أخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار إيمانا فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم يشفع الله فيقول أخرجوا من وجدتم في قلبه إيمانا ثلثي دينار ثم يقول ثلث دينار ثم يقول ربع دينار ثم يقول قيراط ثم يقول حبة من خردل فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد وحتى لا يبقى في النار من عمل لله خيرا قط. ولا يبقى أحد له شفاعة إلا شفع حتى إن إبليس يتطاول مما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفع له. ثم يقول بقيت وأنا أرحم الراحمين فيدخل يده في جهنم فيخرج منها ما لا يحصيه غيره كأنهم حمم فيلقون على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل فما يلي الشمس منها أخيضر وما يلي الظل منها أصيفر. فينبتون كنبات الطراثيث حتى يكونوا أمثال الذر مكتوب في رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمان يعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب ما عملوا خيرا لله قط فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب في رقابهم ثم يقولون ربنا امح عنا هذا الكتاب فيمحوه الله عز وجل عنهم « فتمعن في طول هؤلاء الجهنميين.

وفي الحديث أيضا » يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان « فلا شك أن إيمان المرء سيعرف بنور في القلب. وهو النور الوحيد الذي يوجد مع الموحدين من أهل النار في جهنم السوداء المظلمة. فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ففي قلبه مثل ذلك من نور. وسيخرج يوما ما من النار إن شاء الله. وهؤلاء الذين سيخرجون منها بشفاعة الشافعين أو فقط بأمر الله سيكونون في أدنى الجنة تحت الذين دخلوها قبلهم كل حسب نوره. وجاء في رواية أن آخر رجل سيدخل الجنة بعد خروجه من النار سيمكث زمنا قرب أبوابها قبل أن يدخلها ( هذا يعني أنه خرج من باب من أبواب جهنم وبعد رفعه ظل ينتظر قرب باب من أبواب أدنى الجنة ( الخلفية بلا شك ) فوق أرض من أرضيها الخارجية. قد يكون بابا عن الشمال الأبعد عن الوسط. وسيدخله هذا الرجل ولن يرتقي في داخل الجنة. سيكون في أدنى روضة من أدنى الجنة الخاصة ببني آدم أي في أقصى الخلف وأقصى الشمال والله أعلم ).

والشفاعة لن تنفع الكافرين والمشركين﴿ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ﴾(٤٨-٧٤) وكل من حكم عليه بالخلود الأبدي في جهنم وكل من حبسه القرآن إلا ما شاء الله .ففي القرآن آيات عن الخلود الأبدي في النار لأصناف معينة من الناس لا تنفع معها شفاعة الشافعين كلهم. لا يبدل القول لديه سبحانه لا في الدنيا ولا في الآخرة. فكل هؤلاء سيمكثون خالدين منسيين أبدا في النار إلا ما شاء الله.  



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة