٤٤- الساعة (107/114)
٣- الباب الأيمن: ( الرسم ٣٠ )
جاء في حديث الشفاعة « يقول الله تعالى يا محمد أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر...الخ »( في الصحيحين من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة ). والباب الأيمن هذا ليس في الجدار الأمامي عن يمين الأبواب الوسطى الخاصة ببني آدم لأن أفضل الجنة أوسطها وليس يمينها. بالتالي الباب الأيمن يوجد بلا شك في وسط الجدار الأيمن للجنة بعيدا جدا عن الأبواب الأمامية التي هي في رسم آخر. وهذا الجدار الأيمن سيكون عن شمال الناس يوم دخولهم الجنة لأنهم سيدخلونها من جهة أمامها. أي سيقابلونها وجها لوجه ( أما قبل ذلك وهم في أرض المحشر أي قبل رفعهم فستكون الجنة فوقهم ويمينها في اتجاه أيمانهم وأمامها في اتجاه مسيرتهم إلى الأمام. وبعد رفعهم إلى أبوابها سيرجعون إلى الخلف ليقابلوا الجنة. لذا ستصبح أيمانهم في اتجاه شمالها ). والباب الأيمن مدخل خاص فريد ومميز يدخل أولا إلى ثلث الجنة الذي عن اليمين. مستواه ربما لا يقل عن خمسمائة سنة فوق مستوى أدنى الطبقة الثامنة أي لا يقل عن مستوى المدرج الذي سيكون فيه هناك ملائكة سقف السماء السابعة الذين من جهة اليمين أو ربما قد يكون في الأعلى تماما حيث درجة هؤلاء الفائزين العظام والله أعلم. فالله سيدخل منه من لا حساب عليهم من الناس أي كالملائكة. يعني بما أن هؤلاء لا حساب عليهم وسيدخلون الثلث الأيمن والثلث الأيسر للجنة فمن لا حساب عليه من الناس سيدخل أيضا من أحد الثلثين. وأفضله هو الأيمن إذ في أعلاه سيكون مقعد جبريل عليه السلام. وسيدخلونه من بابه الأيمن الذي في الجدار اﻷيمن ليمروا منه فقط. أما سكانه الملائكة فسيدخلونه من الأبواب الأمامية التي في أقصى اليمين في الجدار اﻷمامي. وهذا الباب كما سنبين لا يدخل في عدد الأبواب الثمانية لأنه ليس بابا للثلث الأوسط من الجنة حيث سيكون بنو آدم وإنما هو فقط ممر لبعضهم تشريفا لهم واكتشافا عظيما. فالذين سيدخلونه وفي مقدمتهم أشرف الخلق محمد ﷺ سيرون أشياء كثيرة وعجائب. فقبل أن يلتحقوا بروضاتهم في وسط الجنة سيمرون أولا على مستقرات بعض ملائكة الدنيا التي في الثلث الأيمن ثم على مواقع روضات باقي الخلق التي في نفس المستوى والتي لم يدخلها أهلها بعد. وهذا الباب الأيمن هو خاص بأكرم خلق الله من الجن والإنس. وأكرمهم في نفس الدرجة المؤمنون من بني آدم. وأكرم هؤلاء من أمة محمد ﷺ. وأكرمهم منهم من لا حساب عليهم. بالتالي روضات هؤلاء أعلى من كل روضات الجن والإنس باستثناء أنبيائنا. وكلها في الأعلى في نفس الدرجة ونفس المستوى قرب روضات الأنبياء التي تحيط بروضة الوسيلة التي في الوسط تماما. أما أعلى روضات المقربين من الأنواع الأخرى من الجن والإنس وإن كانت في نفس ذلك المستوى فهي في أطراف الجنة بينما روضات بني آدم ففي الوسط وقربه.
أما الجن والإنس الغير محاسبين الذين يسكنون اﻵن في يمين الحلقة الأرضية وفي شمالها فسيدخلون الجنة من أبوابها اﻷمامية التي عن اليمين والتي عن الشمال بجانب المناطق التي فيها الملائكة.
أما اﻵخرون الذين سيدخلون من الأبواب الأمامية أيضا والذين حاسبهم الله قبل ذلك حسابا يسيرا فلن يروا إلا روضات جنسهم التي بين أمام الجنة وخلفها. والذين سيدخلون من الباب الأيمن سيقصدون وسط الجنة ثم يرفع كل واحد إلى أعلاها ( هذا إن لم يكن هذا الباب كما قلت في أعلى الجنة تماما ) وسيكون على بعد معين عن الوسط تماما على حسب إيمانه وأعماله ( أي الذين لا حساب عليهم سيتفاوتون بدرجات أفقية فقط ). ونفهم من كل ذلك أن في الطبقات الأخرى غير الطبقة الثامنة لا يوجد باب أيمن. ثم بعد ذلك يدخل المؤمنون الذين حوسبوا من الأبواب الأمامية. أصحاب الفردوس الأعلى قبل الذين تحتهم. وهذه الأبواب الأمامية لها أسماء مختلفة كما جاء في الحديث: باب الريان للصائمين وباب للمصلين وباب للمتصدقين وباب للمجاهدين ... الخ. سيجزى المؤمن عن أحسن أعماله. فإن كان أحسنها الصوم دخل من باب الريان. وإن كان أحسنها الصلاة دخل من باب الصلاة ... الخ. كل باب من هذه الأبواب يدخل إلى روضات معينة خاصة بمن دخل منه. بالتالي توجد في الجنة بلا شك روضات خاصة بالصائمين فيها ميزات خاصة بهم وروضات خاصة بالمتصدقين ... الخ. وهذه الروضات حسب نوعها تبعد عن الوسط أو تقرب منه حسب الباب الذي دخل منه صاحبه. والقريبة من الوسط أفضل من البعيدة عنه. وعدد الأبواب الأمامية الخاصة ببني آدم في الطبقة الثامنة ثمانية. أما الباب الأيمن فأكرر أنه لا يدخل في هذا العدد. والدليل الغير مباشر هو كما جاء في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب في الذي يحسن وضوءه وينطق بالشهادتين تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. وطبعا لا يمكن أن يدخل من الباب الأيمن الذي لا يدخله إلا من لا حساب عليه. ثم إن هذا الباب لا يوجد إﻻ في الطبقة الثامنة وﻻ يوجد في الطبقات اﻷخرى مما يؤكد أنه لا يدخل في اﻷبواب الثمانية الموجودة في كل الطبقات. ولا يدخله إﻻ الذين سيكونون في الفردوس اﻷعلى فوق كل الذين سيدخلون من اﻷبواب الثمانية اﻷمامية.
إرسال تعليق