U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - السور الفاصل بين المؤمنين والمنافقين -0370

   

  ٤٤- الساعة (99/114)

 

 

٤٤ذ٣- السور الفاصل بين المؤمنين والمنافقين: ( أنظر الرسم ٢٩ )

قال تعالى﴿ يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ﴾(١٣-٥٧). بعد تقسيم النور في الظلمة الشديدة سيتبع المؤمنون نورهم في اتجاه الأمام دائما، وجهنم ومقام الله أمامهم. وأذكر أن أصحاب الشمال سيكونون تحتهم تحشرهم الملائكة على وجوههم عميا وبكما وصما إلى جهنم أيضا ليقتربوا منها أكثر. أما المنافقون وهم يومئذ في نفس الأرض مع المؤمنين سيسلب منهم النور الزائف إن منحهم عندما يبلغون موقفهم قرب جهنم الذي سيكون وراء موقف المؤمنين. وسيطلبون منهم بعضا من نورهم لكن لا أحد سيرى نور الآخر. وسيقال لهم أن يرجعوا وراءهم حيث قسم النور ليلتمسوه هناك. وسيبتعد المؤمنون عنهم بسرعة تابعين أنوارهم بينما هم سيظلون حائرين لا يرون أي شيء ولا يهتدون ( وسيصبح حالهم وقتها كالكفار العمي الذين تحتهم يومئذ ). حينها سيتم الفصل بينهم بضرب السور بأمر الله كن فيكون. وهو سور الرحمة الذي سيحمي المؤمنين ويقيهم من عذاب الله الذي سينزله حتما على كل الكافرين والمنافقين. وموطن تعذيب الكفار هذا من أشد مواطن يوم القيامة قبل عذاب جهنم. وسيكون قبل الخسف بهم إلى الأرضين السفلى ودخولهم النار وقبل مرور المنافقين على الصراط. ويعلم الله كم وكيف سيعذبهم آنذاك إضافة إلى الظلمة الشديدة التي سيكونون فيها.

والمنافقون من وراء السور سينادون المؤمنين ﴿ ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ﴾(١٤-٥٧). ذلك هو جواب المؤمنين يومئذ من باطن السور الذي فيه الرحمة. وتلك هي نهاية الخدعة التي سيخدع بها الله المنافقين يوم القيامة لقوله﴿ إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ﴾(١٤٢-٤) فكونهم مع المؤمنين إلى آخر المطاف قبل جهنم في ذاك اليوم العسير سيجعلهم يغترون بأنفسهم لكن سيبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. ولن يمروا على الصراط حتى يجتازه مؤمنو أمتهم ثم يهوون إلى الدرك الأسفل من النار. وهم أول من يهوون في داخلها. ولعل تفسير قوله تعالى عنهم﴿ سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ﴾(١٠١-٩) هو أولا عذاب القبر الذي لا ينجو منه أي كافر ثم عذابهم وراء هذا السور. ثم يردون إلى عذاب عظيم في الدرك الأسفل من النار جزاء على كفرهم ونفاقهم. أما الكافرون غير المنافقين فسيعذبون هم أيضا في ذلك الوقت لكن ليس أمامهم سور لأنهم ليسوا مع المؤمنين في نفس المستوى. 

وسور الرحمة هذا سور مرتفع وطويل سيفصل المؤمنين من كل الملل عن كل المنافقين. له باب عظيم لا يدخل منه إلا المتقون من كل الأمم ( أمة وراء أمة ). وسيظلون ينتظرون دون عذاب ولا خوف وأنوارهم في أيمانهم. ويعلم الله هل سيمدهم بشيء آخر رحمة بهم. وهذا من مواطن الرحمة لهم قبل الصراط. وسيدوم زمنا لا يعلمه إلا الله ربما سنين طويلة كجل المواطن يومئذ والله أعلم. وهم كلهم حينها فوق أرض من أراضي الآخرة بجوار جهنم أو فوق القنطرة التي قبل الصراط. والسور سيضرب بين هذه الأرض وبين التي سيظل فوقها المنافقون ( وهي جزء من أرض المحشر ) ينتظرون في العذاب وقت المرور على الصراط ( سيعذب المنافقون هناك لأن الكفار تحتهم سيعذبون أيضا فوق جزء من أرض المحشر قبل أن يخسف بهم إلى الأرضين السبع. يعني لن يكونوا في ذلك الوقت فوق أراضي الآخرة  ). وسيمد السور دون عوج، طوله كعرض الأرض التي رفعت بالمؤمنين ليس عن يمينها وعن شمالها إلا الهاوية. ولما يحين ذلك الوقت سيختفي بلا شك ليترك الممر للمنافقين لأن لم يعد له حينها أية فائدة. ولن يمر المؤمنون على الصراط حتى يأذن الله. وسينتظرون دورهم في ظلمة شديدة ليس لهم إلا نورهم. وسيمرون عليه الواحد بعد الآخر من الخلف إلى الأمام، أي إلى جهة مقام الله وهو فوق كرسيه. والمؤمنون من أمة محمد هم الأوائل. فذلك هو ورود المؤمنين جهنم يومئذ.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة