U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - نور المؤمنين -0369

   

  ٤٤- الساعة (98/114)

 

 

٤٤ذ٢- نور المؤمنين:

قال قتادة ذكر لنا أن نبي الله كان يقول « من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء فدون ذلك حتى أن من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه ». وقال تعالى﴿ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ﴾(١٢-٥٧). وهذا قد يعني أن المؤمنين يوم أخذ نورهم سيبشرون بالجنة. فقبل تقسيم النور الملائكة هم الذين سيتكلفون بسوق المؤمنين وحشرهم. ورأينا في المواقف الأولى دنو الشمس وأنوار الملائكة وبعضا من نور الله وهو يومئذ في ظلل من الغمام لكن بعد الديوان اليسير سيبعث الله ظلمة شديدة. وهذا يعني أن الملائكة وهم من نور سينصرفون عن المؤمنين وسيلجؤون إلى الصفوف المخصصة لهم المحيطة بصفوف ملائكة السماوات السبع وسيبتعدون في اتجاه الأمام حتى يصبحوا أمام جهنم. وسيبقى المؤمنون خلفها وفيهم المنافقون في ظلمة شديدة، ليس لهم إلا نورهم الذي منحهم على قدر أعمالهم وإيمانهم. بعضه في أيمانهم يضيء لهم الطريق ( وهو ربما فقط نور إخلاص إيمانهم وبه يجتازون الصراط ) والآخر يسعى أمامهم ( وهو بلا شك نور أعمالهم ) وعليهم أن يتبعوه ليلحقوا به ويدخل كله في كيانهم. ولن يتم ذلك إلا بعد الصراط. وبدون نور لن يستطيع أحد اجتيازه. جاء في رواية ابن أبي حاتم عن ابن مسعود « وأدناهم نورا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة » ويتعلق الأمر هنا بلا شك بالذين استوت حسناتهم وسيئاتهم. فسيئات هؤلاء لم تتبدل بعد إلى حسنات. لذلك نورهم ينطفئ مرة ويتقد مرة.

وربما كتاب الحسنات هو الذي سيصبح نورا ليدخل بعضه في كيان يمين المؤمن. ولا أحد سيرى نور الآخر إلا الأنبياء كما قال « وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم »( في حديث رواه ابن أبي حاتم ). ومن كان نوره قويا كان سعيه وراءه سهلا. ومن كان نوره ضعيفا كان سعيه شاقا. قال تعالى﴿ يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ﴾(٨-٦٦) أي اجعل نورنا يا ربنا في كل جسمنا وليس فقط في يميننا ولا تسلبه في هذه الظلمة. لكن قبل ذلك لا بد من اجتياز الصراط لتحلة القسم. قال تعالى﴿ والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ﴾(١٩-٥٧)

أما الجن والأنواع الأخرى من الإنس فربما سيؤتون نورهم كله حين يبعث الله ظلمة اللهم إن شاء أن يمنحهم فقط بعضا منه ليواصلوا به مسيرتهم إلى الديوان الذي ستمد فيه أجسامهم على قدر أنوارهم. ولن يمتحنوا في إخلاصهم بالمرور على الصراط إذ ليس فيهم منافقون كما في بني آدم.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة