U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الديوان اليسير وتقسيم الأنوار -0367

   

  ٤٤- الساعة (96/114)

 

 

٤٤ذ- الديوان اليسير وتقسيم الأنوار:

٤٤ذ١- الديوان اليسير هو الذي لن يمر منه إلا المقربون وأصحاب اليمين وفيهم المنافقون ( أما بالنسبة للمنافقين فتلك خدعة من الله ). وهو الديوان الكبير الثاني بالنسبة لهم. وسيكون في الأرض التي سترفع بهم. فبعد أن يأمر الله الأقوام الكافرة كلها بأن تلحق بآلهتها وهم أصحاب الشمال جاء في حديث الصور » فإذا لم يبق إلا المؤمنون فيهم المنافقون جاءهم الله فيما شاء من هيئته فقال يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله ما لنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فينصرف عنهم وهو الله الذي يأتيهم فيمكث ما شاء أن يمكث ثم يأتيهم فيقول: يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون فيقولون والله مالنا إله إلا الله وما كنا نعبد غيره فيكشف عن ساقه ويتجلى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم فيخرون للأذقان سجدا على وجوههم ويخر كل منافق على قفاه ويجعل الله أصلابهم كصياصي البقر « ومثل ذلك في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري « حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر ( والفاجر هنا هو المنافق بدون شك نه هو من كان يسجد لله رياء وسمعة كما يتبين في آخر الحديث ) فيقال لهم ما يحبسكم وقد ذهب الناس فيقولون فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون وإنما ننتظر ربنا قال فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فلا يكلمه إلا الأنبياء فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها فيقولون الساق فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم (...

وبعد السجود سينتقل المؤمنون وهم أصحاب اليمين إلى موقف الحساب اليسير بالنظام الذي فرض عليهم بعد الميزان. أمة وراء أمة وأمة محمد في المقدمة. أفراد كل صف من كل أمة لهم نفس الدرجة. ومقربوها هم الأوائل الذين سيتقدمون إلى الله فردا فردا حاملين صحفهم ليحاسبهم على ما فيها حسابا يسيرا. وهذا الحساب سيحدد النور الذي سيعطيه سبحانه لكل منهم حسب إيمانه وأعماله. وسيسألهم سريعا عن السيئات التي اقترفوها ثم يبدلها تبارك وتعالى حسنات ثم ينقلب كل منهم إلى أهله مسرورا. أي سيرجع بعد الحساب إلى صفه حيث أهله. يعني كل من معه منهم يومئذ في ذلك المقام. وأهله يشمل هنا زوجاته وأبناءه وأحفاده وآباءه وأجداده وإخوانه وأخواته بل كل ذرياته وسلالته. وقيل أهله هم أزواجه في الجنة لكن هؤلاء بعيدون حينئذ عنه والله أعلم. وبعد ذلك سينتظر حتى ينتهي الله من حساب كل من كان في صفه ثم يفرغوا المكان جماعة واحدة للصف الذي يليه. فالمؤمنون هنا لا يفترقون. أما قبل الميزان فرأينا أن من الناس من يذهب إلى اليمين ومنهم من يذهب إلى الشمال وهم أصحاب النار.  

إن الحسنة بعشر أمثالها في الميزان في الديوان الأول والله يضاعف لمن يشاء أكثر من ذلك إلى سبعمائة ضعف أو أكثر. أما في الديوان اليسير فكل سيئة ستبدل حسنة واحدة ( وقد تم وزنها كسيئة واحدة في الميزان قبل ذلك ). وبعده لن تكون في صحيفة المؤمن إلا الحسنات بدون سيئاته. ثم لما يحين الأجل سيؤتى نوره على قدر تلك الحسنات كلها. وجاء في الحديث أن سبعين ألفا من أمة محمد سيدخلون الجنة بدون حساب ( والسبعون عند العرب قد يعنى بها في بعض الأحيان العدد الكثير الهائل. أي ألوف متعددة من أمة محمد ستدخل الجنة بغير حساب )، يعني لن يسألهم الله عن سيئاتهم. وستبدل حسنات فور وقوفهم أمام الرحمان تبارك وتعالى. فاللهم اجعلنا منهم.

وجاء في حديث الصور» ثم يأذن الله لهم فيرفعون « بلا شك لكي تستوي الأرض التي هم عليها حينئذ مع أعلى الطبقة الأولى من جهنم حيث سيكون الصراط ( أنظر فقرة: تجزئة الأرض بعد الميزان ). وهذا الرفع سيكون قبل وصول المؤمنين إلى ديوان الحساب اليسير. وستصبح أرضهم فوق التي سيكون فيها أصحاب الشمال حول جهنم. قال تعالى﴿ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ﴾(٢١٢-٢) فالواقعة خافضة رافعة. وهذا هو أول رفع لأصحاب اليمين وفيهم المنافقون ( وهو رفع فقط ليبعدوا عن الكافرين وليمروا على الصراط وليس لرفع الدرجة ). ثم بعد ذلك يبعث الله ظلمة شديدة ثم يمنح عباده المؤمنين النور.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة