U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الخسف بالكافرين بعد تجزئة أصنافهم وتوقفهم -0364

   

  ٤٤- الساعة (93/114)

 

 

الخسف بالكافرين بعد تجزئة أصنافهم وتوقفهم:

لا شك أن الكافرين سيخسف بهم عندما يبدأ المنافقون يهوون إلى الدرك الأسفل من النار وهم يمرون على الصراط. أي هؤلاء سيهوون في داخل جهنم بينما الكفار سيخسف بهم من خارجها. والأولون من هؤلاء وهم الأشد كفرا والأقرب يومئذ إلى جهنم سيخسف بهم إلى أسفل الأرضين. والذين يلونهم سيخسف بهم إلى الأرض التي فوقها. والذين أقل منهم كفرا شيئا فشيئا إلى أن يخسف بجميعهم إلى مستويات طبقات جهنم من خارجها ( وللذكر ستكون سبع أرضين تحت أرض المحشر ). أما الموحدون العاصون فسيخسف بهم والله أعلم إلى الأرض التي تحت أرض المحشر والتي ستكون مستوية يومئذ مع أدنى الطبقة الأولى من النار حيث أبوابها. ستفتح كل أرض تحت أقدام كل مجموعة ويهوون إلى الأسفل حتى يلقوا على الأرض السفلية التي تعنيهم ثم ينتظرون هناك دخولهم النار في عطش شديد وقد ردت إليهم بلا شك حواسهم لينظروا إلى أبواب جهنم ويزداد رعبهم ويعلمون أنها حق وهي قريبة إليهم يومئذ ( فالكفار في جهنم يبصرون ويسمعون ويتكلمون. ودلائل ذلك كثيرة في القرآن كقوله تعالى﴿ وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار ﴾(٦٢-٣٨) وتخاصمهم فيها يدل أيضا على أنهم يتكلمون فيها ).

وكل طبقة من طبقات جهنم ( وجهنم لها شكل هرمي ) أكبر من التي تحتها سواء في الطول أم في العرض أم في العلو. وعندما يخسف بأهل النار ستبقى بين أهل كل طبقة وبين أبوابها نفس المسافة لأن تقسيمهم قبل الخسف وهم فوق الأرض العليا قد قرب كثيرا أهل الطبقة السابعة وقرب بعدهم الذين سيكونون فوقها شيئا فشيئا.

والخسف بأصحاب الطبقة السابعة سيسبق الذي بأهل الطبقة السادسة. وهذا سيسبق الذي بأهل الطبقة الخامسة ... الخ لأن مدة الخسف بالأولين أطول. وأحاديث كثيرة تذكر الخسف يوم القيامة. " من ظلم قيد شبر خسف به إلى سبع أرضين يوم القيامة ". أي في اتجاه أرض من الأرضين السبع ( أما أرض المحشر العليا فلا تدخل في هذا العدد ). والخسف مذكور بطريقة غير مباشرة في قوله تعالى﴿ إذا وقعت الواقعة (١-٥٦) ليس لوقعتها كاذبة (٢-٥٦) خافضة رافعة ﴾ (٣-٥٦) أي بعض الخلق سيتم خفضهم أي الخسف بهم إلى الأرضين السبع كل حسب جرمه وبعض الخلق سيتم رفعهم إلى أبواب طبقات الجنة كما سنرى وهم المؤمنون. لذلك قال تعالى﴿ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ﴾(٢١٢-٢). وسيكونون فوقهم سواء وقت حسابهم أم بعده. وأقسم الله على ذلك﴿ لتركبن طبقا عن طبق ﴾(١٩-٨٤) فبعض الناس سيكونون فوق طبقة أرضية وآخرون فوق أخرى وآخرون فوق أخرى ... وقال تعالى﴿ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ﴾(٢١-٣٧). فبعد الفصل بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال في الديوان الأول سيتم الفصل كذلك بين أصحاب الشمال أنفسهم بعد الديوان العسير وتوزيعهم على مختلف الأرضين السبع ثم إلى طبقات الجحيم. فقد ذكر القرآن الفصل أيضا بين المشركين والمجوس واليهود والنصارى وغيرهم. وذكر أن الله سيميز الخبيث من الطيب فيجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا ( أي بلا شك في الأرضين السبع بعضها فوق بعض ) فيجعله في جهنم ( أي بعد الخسف ).



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة