٤٤- الساعة (90/114)
٤٤د- الديوان العسير ( وهو تحت الديوان اليسير )
الحشر الأول للكفار جثيا في الديوان العسير: ( أنظر الآيات القرآنية في حشرهم إليه في الفقرتين السابقتين )
الديوان العسير هو الذي سيكون حول جهنم بلا شك من جهة خلفها ( لأنها ستكون في طريق الكفار تمنعهم من أن يتجاوزوها إلى الجهة الأمامية. أما المؤمنون فسيرفعون فوقهم وسيتجاوزونها من فوقها مرورا على الصراط ). وسيحشر إليه الكافرون والمجرمون والعاصون أصحاب الشمال. وهو حشرهم الأول إلى جهنم الخاص بهم. وعندما يتم جمعهم مع شياطينهم حول الجحيم وبمسافة لا تزال كبيرة عنها سيدعون مرة أخرى إلى الله. وسيكونون جثيا أي جالسين على ركابهم. وستكون اختصامات هناك بين الإنس والشياطين، بين الذين استكبروا والذين استضعفوا، بين المشركين وآلهتهم ...الخ.
والأرض التي سيكونون فيها وهي قطعة من أرض المحشر ستكون مستوية مع مستوى معين من الطبقة الأولى من جهنم لا مع أعلاها حيث سيكون الصراط ولا مع أدناها حيث توجد أبوابها. وسنرى لماذا. وهذا هو بروزها الأول لهم. وسيدعو الله من كل أمة منهم أولا أكابر مجرميها للسؤال العسير وليتميزوا بعده عن غيرهم ويحشروا في المقدمة لوحدهم. قال تعالى عن الذين حول جهنم﴿ ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمان عتيا ﴾(٦٩-١٩) ثم ينزع الله ممن تبقى من هم أقل جرما شيئا ما من هؤلاء شيئا فشيئا ويفعل بهم ما فعل بمن سبقوهم. سيسألهم عن كفرهم وجرائمهم. ولماذا لم يستجيبوا لدعوته وهو الواحد القهار وقد أنزل براهين مع كل رسله ولماذا أشركوا به ما لم ينزل به سلطانا مع أنه خلقهم على الفطرة. وسيسألهم عن نعيمه الذي تصرفوا فيه دون أن يشكروه بل جحدوا وكفروا واستهزأوا وقاموا بكل ما يبغضه. سيتقدم في ذلك الديوان العسير كل إنسان مع شيطانه﴿ حتى إذا جاءانا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (٣٨-٤٣) ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون ﴾(٣٩-٤٣) وسيقول القرين ﴿قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ﴾ (٢٧-٥٠) ومن يعش عن ذكر الرحمان يقيض له شيطانا فهو له قرين في الدنيا والآخرة. وسيدخل معه النار ويشاركه العذاب الأليم.
أما المشركون فسيجمعون مع آلهتهم فيكذبون أنهم ما كانوا مشركين ثم يزيل بينهم ثم يجعل الله بينهم موبقا من نار ( أنظر الآيات في كتاب تصنيف وتفسير آيات القرآن العظيم فصل الشرك والمشركون ٥٧ – ٣٧ ). وسيكونون حطبا لجهنم كما قيل في القرآن﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ﴾(٩٨-٢١) وبئس الورد المورود كما أن الإحضار حول جهنم للسؤال العسير بئس الإحضار. وسيقول المؤمن يومئذ﴿ ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ﴾(٥٧-٣٧) أي من المحضرين حول جهنم في الديوان العسير مع العلم أن الكل سيحضر قبل ذلك أمام الله في الديوان الأول، ديوان المظالم لقوله تعالى﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾(٥٣-٣٦)
إرسال تعليق