٤٤- الساعة (85/114)
٤٤خ٦ج- حشر كل الإنس والجن أمام الله
إن الجنة عرضها السماوات والأرض. وبلا شك خلق الله أنواعا متعددة من الإنس وأخرى من الجن. والجن أكثر من الإنس وخلقوا قبلهم. وسيتم جمعهم في موقف واحد يوم البعث. وبنو آدم سيكونون في الوسط تماما كما بلا شك هم الآن في وسط أعلى الحلقة الأرضية والله أعلم. لذلك ستكون لمحمد ﷺ إن شاء الله الوسيلة في وسط أعلى الجنة. وهو ﷺ أيضا الذي سيشفع شفاعته العظيمة الأولى ليأتي الله لفصل القضاء بين كل خلقه. أما الحيوانات التي كانت في أرضهم وقطرهم فسيقضى بينها قبلهم وتعود ترابا. وستكون عن يمين بني آدم وعن شمالهم صفوف متعددة من الجن وأخرى من الإنس وذرية إبليس بجانبهم ليفصل الله بينها وبينهم. وستحيط بهم ملائكة السماوات السبع. وكل هذه الخلائق ستكون في نفس المواقع النسبية التي كانت فيها في نشأتها الأولى. فمن كانت في يمين الحلقة الأرضية ستكون فوق أرض المحشر من جهة اليمين، ومن كانت في الشمال ستحشر في الشمال. ولن يكون نوع من الجن أو من الإنس خلف نوع آخر. بالتالي لن ينتظر دوره وراءه. فالله سيحاسب كل الأنواع في نفس الوقت، كلا في صفه. إنه على كل شيء قدير. وطول يوم القيامة خمسون ألف سنة سواء على بني آدم أم على غيرهم من الجن والإنس ( فلا يدخل أي نوع الجنة حتى يشفع محمد ﷺ في دخولها. وهو أول من يدخلها ). والمساحة التي سيعمرونها من اليمين إلى الشمال وقت حشرهم جميعا كطول أعلى العالم البيني الذي فوق الحلقة الأرضية الأولى أي كطول أدنى سقف السماء الأولى يوم الفناء. أما أرض المحشر فستكون كما رأينا أكبر من ذلك بكثير. وسيمدها الله بأمره كن فيكون حتى أنه سيضع كرسيه فوقها في أقصى طرفها الأمامي.
وبلا شك لكل نوع من الإنس ( ومن معه من الجن ) سبيل خاصة به فوق أرض المحشر وموازين متعددة للقصاص بين أفراده وميزان أخير يخصه. وبعده من كان من أصحاب اليمين من المحاسبين انصرف إلى جهة يمين ميزانه أي من جهة كفة الحسنات. ومن كان من أصحاب الشمال انصرف إلى جهة شماله أي من جهة كفة السيئات. والله سيحكم في كل مواقف الخلائق المختلفة ويكلمها بلغاتها في نفس الوقت كما كان يبصرها ويسمعها ويرزقها ... الخ في نفس الوقت.
إرسال تعليق