U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - المحشر بعد الإتيان إلى الله في الديوان الأول -0355

   

  ٤٤- الساعة (84/114)

 

 

٤٤خ٦ث- المحشر بعد الإتيان إلى الله في الديوان الأول:

إن أمة محمد هي أول الأمم التي ستتقدم إلى مواقف القضاء كما جاء في الحديث » نحن الآخرون السابقون يوم القيامة « وكل أمة خلت في الدنيا لا علاقة لها بالأمم الأخرى التي سبقتها أو التي جاءت بعدها. قال تعالى﴿ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ﴾(١٣٤-٢). لذلك كل أمة ستتقدم لوحدها إلى موقف حسابها. والذين سيسبقون من أمة محمد هم بلا شك من كانوا معه في زمانه. وبعد القضاء بينهم سيتقدم الذين جاءوا من بعدهم. في الحديث الذي رواه البخاري:» خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم «. ثم يتقدم الذين يلونهم جيلا بعد جيل كل أناس بإمامهم .والله أعلم بأفضلهم فالمقربون ثلة من الأولين وقليل من الآخرين. وفي كل جيل أقوام كثيرة. فالذين حسن إسلامهم سيتقدمون بلا شك قبل الآخرين إلى أن تمر الأمة كلها. ورأينا كيفية الصفوف في الديوان الأول حتى يمر الكل من الميزان. أما بعده فسيكون ثلاث فرق: السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال كما قال تعالى﴿ وكنتم أزواجا ثلاثة ﴾(٧-٥٦) والسابقون هم المقربون. وسيحشرون دائما في مقدمة أصحاب اليمين في جهة الأمام. ثلة من الأولين ( سواء الأولون في الدنيا أم في الآخرة ) وقليل من الآخرين. والأولون يومئذ هم السابقون من أمة محمد ، خير أمة أخرجت للناس. ثلة منهم وقليل من الأمم الأخرى ( وسنبين ذلك عند دخول الناس الجنة ). ثم هذه الحقيقة تنطبق أيضا على كل أمة: ثلة من أولها وقليل من آخرها والله أعلم. وبعد أمة محمد سيتقدم أهل الكتاب اليهود ثم النصارى ثم الأمم القديمة التي كانت قبل موسى عليه السلام. فقد كذبت برسلها. لذلك ستؤخر يوم الحساب كقوم عاد وثمود وقوم لوط...الخ. ولن يسبق منها إلى موقف الحساب إلا أفضلها حتى أن النبي سيأتي برجل واحد أو رجلين كانا على ملته. والمقربون في هذه الأمم قليل جدا.

أما أصحاب اليمين فثلة من الأولين في أمة محمد وثلة في آخرها. وربما كذلك الشأن في كل أمة. فبعد الميزان كل واحد منهم سينصرف إلى جهة اليمين وراء المقربين. والذين من أمة محمد سيكونون أقرب إلى مقام الله من الآخرين. فإن كنت من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين. وستكون عن اليمين في صف وراء الذين سبقوك، مع جيلك ومع الذين استوت أعمالهم وإيمانهم مع أعمالك وإيمانك. وإن كنت من المقربين فستكون في الأمام مع المقربين من أمتك وضمن جيلك في صف وراء الذين سبقوك ومع الذين استوت أعمالهم مع أعمالك. وستكون إذ ذاك قريبا من سيد البشر محمد . والقرب درجات. وكل أمة ستكون وراء رسولها بمقربيها وأصحاب يمينها ( أي لن تختلط الأمم وإنما سيظل كل أناس مع رسولهم في هذه المواطن قبل الصراط بعضهم وراء بعض ). وهكذا ستتقدم هذه الصفوف إلى الديوان اليسير ثم بعده إلى الصراط. وسنرى كيفية الصفوف بعد الصراط. فبعد الميزان لن يكون أحد إمام أحد إلا الرسل لأممهم. أي تصفيف الصفوف سيكون حسب درجات الإيمان والأعمال راعيا تصفيف الأجيال حسب درجاتهم أيضا لكيلا يفترق الناس عن أهاليهم إن تقاربت درجاتهم. أما قبل الميزان فرأينا أن تصفيف الصفوف سيكون حسب الأجيال وكل أناس بإمامهم أو ملكهم مختلطين كافرهم ومؤمنهم ورسلهم في مقدمتهم أيضا.  

أما أصحاب الشمال فهم كثيرون أكثر من أصحاب اليمين. فأكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون كما جاء في القرآن. بل من كل ألف واحد في الجنة والآخرون في النار أكثرهم من يأجوج ومأجوج كما ذكر في بعض الروايات. فكل أمة مرت على الميزان إلا وسينزع منها فوج من الكافرين والمجرمين لقوله تعالى ﴿ ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ﴾(٨٣-٢٧) أي يجمعون فيحبس أوائلهم حتى يلتحق بهم أواخرهم. وسيكون تنظيم صفوفهم بعد الميزان حسب جرائمهم. وسيشبه تنظيم صفوف المؤمنين إلا أنهم سيكونون من جهة الشمال. سيكون الأكثر كفرا وجرما في مقدمة الصفوف ووراءهم أقلهم ظلما شيئا فشيئا. ذلك لأن الأولين منهم هم الأوائل دخولا إلى النار كما أن الأفضلين في الإيمان هم الأوائل دخولا إلى الجنة. أما مختلف أجيال كل أمة وكذا مختلف الأمم والتي لها نفس الدرجة من الكفر أو الظلم فسيكونون قريبين بعضهم من بعض. ولا رسل معهم حينئذ لأن هؤلاء سيكونون مع المؤمنين في ديوان آخر. فالذين سيدخلون الطبقة السابعة من جهنم هم الأوائل ووراءهم أصحاب الطبقة التي فوقها ...الخ. فالأولون سيخسف بهم إلى أسفل الأرضين ثم الذين يلونهم في الكفر سيخسف بهم إلى الأرض التي فوقها. لذلك وجب أن تكون صفوفهم بهذا الشكل. وسنرى أن الله سيدعو منهم أولا من هو أشد عليه عتيا.

وبنهاية الحكم في الديوان الأول بوزن الأعمال سيتم الفصل الأول بين أصحاب اليمين وفيهم المنافقون وبين أصحاب الشمال. ثم بعد ذلك يأمر الله بحشر المجرمين كلهم إلى الديوان العسير حول جهنم. وبعد انصرافهم سينتقل أصحاب اليمين إلى الديوان اليسير بعد سجودهم لساق الله ورفع الأرض التي هم عليها لتستوي مع أعلى جهنم وهي لا تزال بعيدة عنهم ( وهذا الرفع أشار إليه حديث الصور بعد ذهاب الكفار ). فالديوان اليسير سيكون فوق الديوان العسير.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة