U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تبديل السيئات حسنات وكتاب الحسنات -0353

   

  ٤٤- الساعة (82/114)

 

٤- تبديل السيئات حسنات وكتاب الحسنات:

في الميزان الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها. أما السيئات التي تاب منها العبد في دنياه فستكون حسنات فيه. كل سيئة تبدل بحسنة. جاء في القرآن أن الله يبدل سيئات التائب من ذنبه حسنات. ولو وزنت كسيئة لأدت صاحبها التائب إلى النار إن كانت من الكبائر. قال تعالى﴿ إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ﴾(٧٠-٢٥) فعلى التائب أن يصلح ما أفسده أو يعمل عملا صالحا يمحو به خطاياه لكي ينتفع بما جاء في هذه الآية الكريمة. أما السيئة التي لم تكن فيها توبة وهي مسجلة في الصحيفة فستوزن كسيئة. ثم سبحانه سيغفرها إن شاء وللمؤمن فقط الذي ثقلت موازينه في الميزان. ثم يبدلها حسنة في الكتاب بلا شك في الديوان اليسير. فلا ينبغي أن تبدل كل سيئات المؤمن حسنات أثناء الوزن في الديوان الأول وإلا فما الفائدة من وجود كفة السيئات. وفي ديوان الحساب اليسير سيأتي المؤمن فردا إلى الله كما جاء في الصحيح عن ابن عمر حين سئل عن النجوى قال سمعت رسول الله يقول » يدنى الله العبد يوم القيامة فيقرره بذنوبه كلها حتى إذا رأى أنه قد هلك قال الله تعالى إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين « ونلاحظ أن الكتاب الذي يأخذه المؤمن هنا هو " كتاب حسناته " أي كله أصبح حسنات وليس الذي قرأه قبل الميزان في الديوان الأول وأتى به إلى الديوان اليسير ولا تزال فيه سيئاته. وقال أبو عثمان: « المؤمن يعطى كتابه بيمينه في ستر من الله فيقرأ سيئاته، كلما قرأ تغير لونه حتى يمر بحسناته فيقرأها فيرجع إليه لونه ثم ينظر فإذا سيئاته قد بدلت حسنات قال فعند ذلك يقول هاؤم اقرءوا كتابيه »( رواه ابن أبي حاتم )﴿ فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه (١٩-٦٩) إني ظننت أني ملاق حسابيه ﴾(٢٠-٦٩) وكما جاء في القرآن سينقلب الذي حوسب حسابا يسيرا إلى أهله مسرورا أي في الديوان اليسير يدعوهم لينظروا في كتاب حسناته. كل سيئاته بدلت حسنات. وربما سيظل معه كتابه هذا أو يتحول إلى نور يدخل جزء منه أولا في كيان يمينه ثم في كل جسمه كما سنرى.

أما الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم والمنافقون الذين تركهم الله مع المؤمنين فلن يبدل الله سيئاتهم حسنات ليمروا على الصراط. وذلك لأن الأولين هم آخر من سيقضى فيهم وهم فوق الأعراف. وسيمرون على الصراط ونور أحدهم في أصبعه يتقد مرة وينطفئ مرة لأن سيئاتهم ما زالت يومئذ مسجلة في صحفهم. أما المنافقون فنفاقهم من أكبر الكبائر كالكفر والشرك. ولا يبدل الله السيئات حسنات إلا لمن اجتنب الكبائر.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة