٤٤- الساعة (81/114)
٢- الحساب بعد الميزان وإتيان الكتاب:
جاء في الحديث أن لا أحد سيدخله عمله الجنة إلا أن يتغمده الله برحمته. وكان سبحانه على كل شيء حسيبا. ومن صفاته الحسيب. سيحاسب الخلق على ما أبدوه وما أخفوه﴿ وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ﴾(٢٨٤-٢) لكن الحساب قد يكون يسيرا ولا يكون كذلك إلا للمؤمن.
ومن عدل الله في حسابه أن رفع عن الناس وعن أمة محمد ﷺ على الخصوص الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. ولن يؤاخذهم إلا على ما تعمدت قلوبهم﴿ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ﴾(٥-٣٣)
قال تعالى﴿ يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ﴾(٧١-١٧) أي لا يظلمون في ديوان الحساب اليسير عندما يصلون إليه. فالمؤمنون سيجزون عن كل عمل لوجه الله صغيرا كان أو كبيرا. أما الكافرون فأعمالهم الخيرية في الميزان ستكون هباء منثورا. فيوم يدعى كل أناس بإمامهم والأمم والطوائف الأخرى لا تزال تنتظر دورها في مواقف أخرى في الخلف سيتم الفصل بينهم بعد القضاء في مظالمهم بوزن أعمالهم كلها وإتيان كتبهم. قال تعالى﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه (٧-٨٤) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (٨-٨٤) وينقلب إلى أهله مسرورا ﴾ (٩-٨٤) أي إن الحساب يأتي بعد إتيان الكتاب باليمين أو بالشمال. وقوله " فسوف" يدل على أن هذا الحساب لن يكون إلا بزمن بعد إتيان الكتاب. أما الكافر بعد إتيانه بشماله فسيذهب إلى ديوان الحساب العسير. وبعده سيؤتاه مرة أخرى لكن وراء ظهره. ومن تم إلى النار كما توحي تتمة الآية بذلك. سوف يدعو ثبورا فيها ويصلى سعيرا. فربما لن يراه بعد ذلك ولن يقرأه كما سيقرأه المؤمن بعد الحساب اليسير ( كما قال تعالى عن المؤمنين فقط: "فأولئك يقرءون كتابهم (٧١-١٧)" ) لأنه سيكون مقيدا بالوثاق ( أما في الديوان الأول ديوان المظالم فالكل سيقرأ صحفه ). أما المؤمن فسيؤتاه دائما بيمينه سواء في ختام الديوان الأول أم في الديوان الثاني اليسير. وسنرى ما سيحدث في ذلك الزمن الطويل قبل أن يصل الناس إلى ديوان الحساب. وهناك أيضا سينتظرون دورهم.
٣- سبعون ألفا دون حساب:
أصحاب اليمين سيحاسبون حسابا يسيرا. وآخرون منهم في المقدمة سيأتون الله ولن يحاسبهم في أي شيء. جاء في الحديث أن سبعون ألفا من أمة محمد ﷺ سيدخلون الجنة بدون حساب لكن المؤمنين كلهم سيمرون على الصراط كما سنرى لقوله تعالى﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾(٧١-١٩)
إرسال تعليق