٤٤- الساعة (80/114)
٤٤خ٦ب- تفاصيل عن إتيان الصحف:
سنرى هنا الفرق بين الصحف المنشورة وإتيان الكتاب وكتاب الحسنات.
١- قال تعالى ﴿ وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ﴾(٢٨-٤٥). ستبقى كل الأمم في الموقف الأول جاثية تنتظر دورها. وتدعى كل أمة إلى كتب أعمال أفرادها التي وضعت قبل مجيئها في الموقف التالي فتجثو هناك. وفي كل موقف من مواقف الديوان الأول سيجد الإنسان صحيفة تخصه في ذلك الموقف. وسيلقاها منشورة. قال تعالى﴿ وإذا الصحف نشرت ﴾(١٠-٨١)﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ﴾(١٣-١٧) وما عليه إلا أن يقرأ وإن كان أميا في حياته الدنيا﴿ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾(١٤-١٧) وذلك بنطق كتابه في نفسه ربما لقوله تعالى ﴿ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ﴾(٢٩-٤٥) وسيقرأها ليكون على علم بما ينتظره في ذلك الموقف.
وستكون أيضا صحف فردية خاصة بأعمال الإنسان والتي ليس فيها ظلم للآخرين ولا تستدعي القصاص. وستكون في ديوان بينه وبين الله فقط. ولن يكون بجانبه حينها إنسان آخر. سيلقاها منشورة قبل الميزان. سيقرأها أيضا وعلى ظهره أوزار أعماله السيئة. وقيل أن حسناته تتبعه. وعندما ينتهي عليه أن يحمل أوزار سيئاته الجديدة وهي كل أعماله الخاصة التي بينه وبين الله مع التي جاء بها من المواقف السابقة ليذهب بكل ذلك إلى الميزان. وليس في هذا الديوان حساب.
وبعد قراءة كل الصحف ستطوى. ثم عند الوزن أو بعده مباشرة ( أو ربما حتى ينتهي من الميزان كل أناس بإمامهم ) ستتطاير وتجمع لتعطى كتابا واحدا لصاحبه يذهب به إلى ديوان الحساب. وسيؤتاه إما بيمينه لينصرف به إلى الديوان اليسير أو بشماله لينصرف به إلى الديوان العسير.
إرسال تعليق