٤٤- الساعة (79/114)
٧- إتيان الكتاب والانصراف بعد الميزان:
كل من أوتي كتابه بيمينه سينصرف بعد الميزان إلى الأمام من جهة اليمين، جهة كفة الحسنات. تتبعه حسناته التي فاقت سيئاته. وسيعلم وقتئذ بأنه لن يمر من الديوان العسير. حينها سيبيض وجهه. فهذا الديوان ليس بعده إلا النار. أما الديوان اليسير فليس بينه وبين الجنة إلا المرور على الصراط الذي جعله سبحانه خصوصا للتمييز بين المؤمنين والمنافقين. وإن كان من المقربين أي الذين فاقت حسناتهم كثيرا سيئاتهم فسيكون في مقدمة أصحاب اليمين في الأمام وجوههم ناضرة إلى ربها ناظرة، ناعمة مستبشرة. أما الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم فربما لن يؤتوا كتبهم في ذلك المقام لأن ذلك الإتيان يحدد المصير ولأن الحكم فيهم سيبقى معلقا حتى يشاء الله رغم أنهم سيقرؤون صحفهم المنشورة قبل الميزان. وسيكونون خلف أصحاب اليمين، أي أبعد منهم عن مقام الله وهو فوق الكرسي.
أما من أوتي كتابه بشماله فسينصرف بعد وزن أعماله إلى الأمام من جهة الشمال، جهة كفة السيئات، حاملا أوزاره التي فاقت حسناته. وسيسود وجهه. وبما أن من أوتي كتابه بيمينه فسوف ينقلب إلى أهله مسرورا بعد حساب يسير فالمنافق إن أوتيه فلن يؤتاه نظريا إلا بشماله وستخف موازينه اللهم إن بقي الحكم فيه معلقا حتى يمر من ديوان الحساب. لكن في جميع الأحوال لن ينصرف إلى جهة الشمال لأنه سيحلف بأنه كان مؤمنا. لذلك سيتركه الله خذعة منه مع المؤمنين إلى حين.
وعندما يمر كل الناس ويأخذون مصافهم عن الشمال وعن اليمين سينتهي الحكم في الديوان الأول، ديوان المظالم. أما حساب ما في الصحيفة فسيكون عسيرا في ديوان حول جهنم بالنسبة لأصحاب الشمال. ومن نوقش الحساب عذب كما في الحديث. ثم يخسف بهم إلى سبع أرضين حسب ما تحتوي صحيفتهم. أما أصحاب اليمين فسيكون حسابهم يسيرا في ديوان آخر فوق ديوان الكفار ثم يؤتون نورهم حسب إيمانهم وأعمالهم ثم يذهبون إلى الصراط.
٨- أصحاب اليمين وأصحاب الشمال:
في جهنم سبع طبقات. لكل طبقة جزء مقسوم من الكافرين والعاصين حسب الكبائر التي اقترفوها. فالذين سيكونون من جهة الشمال بعد وزن الأعمال هم الذين اقترفوا الكبائر. فمنهم المشرك والكافر والملحد وأيضا الموحد والمسلم اللذان اقترفا كبائر كالقتل المتعمد بغير حق والزنا وعقوق الوالدين ... الخ.
أما الذين سيكونون من جهة اليمين فهم المسلمون سواء من أمة محمد ﷺ وهم الأفضلون أم من غيرها الذين اجتنبوا الكبائر وأدوا الفرائض. فسبحانه سيكفر عنهم سيئاتهم كما وعد﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ﴾(٣١-٤) أي سيبدلها حسنات في الديوان اليسير.
إرسال تعليق