U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الصغائر في الميزان - الكبائر - الوزن -0349

   

  ٤٤- الساعة (78/114)

 

 

٤- الصغائر في الميزان:

على العباد في دنياهم أن يلتزموا بالفرائض والحدود التي شرعها الله في كتبه ويجتنبوا الكبائر ليكفر عنهم سيئاتهم أي الصغائر. وألا يكثروا من هذه أيضا. فقد حذرنا النبي من محقرات الذنوب. فقد تهلك صاحبها يوم القيامة بكثرتها. في حديث رواه أحمد« إياكم ومحقرات الذنوب »

٥- الكبائر:

الكبائر نوعان وتثقل كفة السيئات وتؤدي صاحبها إلى النار: كبائر بين العبد وربه وكبائر بين العباد بعضهم تجاه بعض. أما التي بين العبد وربه فالشرك به ولا يغفر أبدا لمن مات عليه ثم ترك فرض من الفرائض أو اقتراف فاحشة من الفواحش أو فساد كبير في الأرض... الخ. أما التي بين العباد فهي متعددة كعقوق الوالدين والقتل وأكل الربا والاستحواذ على أمانة الناس كما جاء في حديث رواه ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال» إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة يؤتى بالرجل يوم القيامة وإن كان قتل في سبيل الله فيقال أد أمانتك فيقول فأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوى إليها فيحملها على عاتقه، قال فتنزل عن عاتقه فيهوى على أثرها أبد الآبدين « وأكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين كما جاء في الحديث الذي رواه ابن مردويه.

٦- الوزن:

عند وزن الأعمال يؤتى بالإنسان بين كفتي الميزان وتوضع سيئاته في الكفة التي عن الشمال وحسناته في الكفة التي عن اليمين. بل يبدو أن حتى الإنسان قد يضع نفسه في كفة الحسنات راجيا أن يثقلها. ربما لذلك قال تعالى﴿ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ﴾(١٠٥-١٨). وطبعا قد يفسر هذا الوزن أيضا بالاعتبار. جاء في الحديث في مناقب عبد الله بن مسعود أن النبي قال » أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد «.

وفي الميزان مستويات بلا شك من جهة كفة الحسنات تحدد المصير:

- مستوى من خفت موازينه فيخلد في النار. أي من خفت كفة حسناته بكفره وشركه بحيث لا يمكن أن يثقلها أي عمل خصوصا وكان لغير وجه الله.

- ومستوى من استوت حسناته وسيئاته وهو آخر من سيقضى فيه بعد دخول أهل الجنة الجنة ودخول أهل النار النار. وطبعا لا تستوي الحسنات والسيئات في الميزان إلا للذي في قلبه شيء من الإيمان لأنه لو كان كافرا لخفت موازينه.

- ومستويات بين من خفت موازينهم وبين من استوت حسناتهم وسيئاتهم. وهؤلاء أيضا لهم في قلوبهم قليل من الإيمان ( قسط منه أو زنة دينار أو ثلثي دينار أو ثلث دينار أو ربع دينار أو قيراط أو حبة من خردل أو أقل كما سنرى في حديث الشفاعة) وليسوا إذن بكفار إلا أن سيئاتهم أكثر من حسناتهم. وفي معظم الأحوال هي من الكبائر. وسيدخلون النار ثم يخرجون منها بعد زمن يتعلق بنوع سيئاتهم ثم يدخلون الجنة.

- ومستوى من ثقلت موازينه ولو بحسنة واحدة. أي حسناته بما فيها إيمانه أثقل من سيئاته. فهذا في قلبه من الإيمان ما جعله يجتنب الكبائر أو يتوب منها قبل احتضاره. وسيكون من أهل الجنة مباشرة بعد المرور على الصراط.

وسنرى تفاصيل عن أصحاب كل هذه المستويات. 


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة