U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الميزان الأعظم وموازين القصاص -0348

   

  ٤٤- الساعة (77/114)

 

 

٣- الميزان الأعظم وموازين القصاص:

في الحديث الذي رواه الترمذي سيضع الله كفة الحسنات عن يمينه وكفة السيئات عن يساره. الجنة عن يمينه مقابلة الحسنات والنار عن يساره مقابلة السيئات ( والمعنى بلا شك هو أن سبيل الجنة ستكون عن اليمين بعد الميزان وسبيل جهنم عن الشمال. ثم بعد ذلك يذهب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال كل في طريقه إلى الأمام حيث ستكون جهنم بارزة أمامهم. أما الجنة فستكون دائما كما هي الآن فوق جهنم وكلاهما تحت وسط العرش ). وقيل أن كفة الحسنات من نور وكفة السيئات مظلمة. فهذا ميزان واحد بالنسبة لبني آدم يؤدي إلى الجنة أو إلى النار. وجعل الله الحسنة فيه بعشر أمثالها والسيئة بمثلها فقط. ويضاعف الحسنة لمن يشاء أكثر من ذلك. كل نفس ستتقدم لوحدها أمامه وتوضع فيه أعمالها المجسدة التي أتت بها من مواقف المظالم التي مرت منها إن كان لها فيها نصيب إضافة إلى الأعمال الخاصة بها بينها وبين الله. وفي تلك المواقف السابقة موازين أخرى قبل الميزان الأعظم الأخير هذا. وهي موازين العدل المتعددة التي توزن فيها المظالم بين الناس ليتم القصاص. قال تعالى﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ﴾(٤٧-٢١). فيؤخذ من حسنات الظالم وتعطى للمظلوم أو يخفف عن أوزاره ليحملها الظالم. والحسنات والسيئات المجسدة ستكون في نفس الوقت مسجلة في الصحف. وستبقى فيها حتى يذهب بها صاحبها إلى ديوان الحساب. أما الحسنات المجسدة التي ربحها في موازين القصاص فتتبعه إلى الميزان الأعظم. أما السيئات فيحملها. ثم يوزن الكل. فإن فاقت سيئاته حسناته حمل معه الفارق السيء إلى الديوان العسير ثم إلى جهنم. وإن فاقت حسناته سيئاته تخلص من أوزاره إلى الأبد. والفارق الحسن سيتبعه ليصبح نورا يدخل في كيانه في الديوان اليسير وبعده كما سنرى. 

ومن أتى الله غير مسلم فأعماله الحسنة لن ترجح الكفة لصالحه. فالشرك أو الكفر يثقلان كفة السيئات بحيث لن ينفع معهما حسنات الدنيا كلها. قال تعالى﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ﴾(٢٣-٢٥)﴿ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ﴾(٣٩-٢٤) وهؤلاء هم من قال فيهم سبحانه﴿ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ﴾(١٠٣-٢٣) أي موازين الإيمان والأعمال المختلفة. وكل ذلك سيوضع في ميزان واحد.

إن الميزان الأعظم سيحدد الخلود في النار أو في الجنة ( من خفت موازينهم خلدوا في جهنم بسبب كفرهم وسيؤتون كتبهم بشمالهم في الديوان الأول. ومن ثقلت موازينهم فسيكونون في عيشة راضية بفضل إيمانهم وسيؤتون كتبهم بأيمانهم ). أما الدرجة فيهما فستحدد بعد ذلك. ستحدد أكثر في الديوان العسير حول جهنم بالنسبة للكافرين والعاصين ثم يخسف بالمرء إلى أرض من الأرضين السفلى حسب كفره وما تحتويه صحيفته. والطبقة التي سيدخلها في جهنم مستوية يومئذ مع تلك الأرض. أما دركته الخاصة فيها فستحدد كما سنرى في قناطرها التي في داخل كل طبقة من طبقاتها. أما بالنسبة للمؤمنين فدرجتهم في الجنة متعلقة بالنور الذي سيمنحهم مباشرة بعد مرورهم من الديوان اليسير والذي سيمكنهم من اجتياز الصراط. وستكون واضحة أكثر بعد رفعهم إلى باب من أبواب الجنة مع الملائكة الذين لهم نفس النور. أما الدرجة الخاصة فيها فستحدد عند دخول أهلها إليها. والمثال على ذلك الذي يحفظ القرآن يقال له يومئذ وهو في الجنة: " اقرأ فارتق ". أي في درجات الطبقة التي دخلها. ويتبين من هذا المثال أن القرآن سيكون كعلاوة لمن يحفظه في صدره تزيد في درجته في أية طبقة من الجنة دخلها بإيمانه وأعماله. 


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة