٤٤- الساعة (76/114)
٤٤خ٦أ- الأعمال والصحف والميزان:
١- في مسند أحمد قالت عائشة:« يا رسول الله هل تذكرون أهليكم يوم القيامة قال أما في مواطن ثلاثة فلا الكتاب والميزان والصراط ». والصحف المنشورة ستقرأ في مواقف مختلفة قبل الميزان ثم تتطاير لتجمع كتابا واحدا يتسلمه صاحبه عند أو مباشرة بعد وزن أعماله ( أو ربما لن تتطاير حتى ينتهي من الميزان كل أناس بإمامهم والله أعلم ). والميزان يسبق الصراط لأن من الناس من سيسقط في النار ووجب أن توزن أعمالهم قبل ذلك. ثم إن الصراط لن يمر منه الكل بل فقط المؤمنون والمنافقون. أما الكافرون بعد الميزان فسيذهبون إلى جهنم ليدخلوها من أبوابها. والحساب سيأتي بعد الميزان وقبل تقسيم النور والمرور على الصراط بالنسبة للمؤمنين، وقبل الخسف والدخول إلى النار بالنسبة للكافرين.
٢- رؤية الأعمال مجسدة:
كل من عمل مثقال ذرة خيرا سيره. وكل من عمل مثقال ذرة شرا سيره. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، وسعيه سوف يرى مجسدا على أشكال معينة. قال تعالى﴿ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ﴾ (٣٠-٣) ولا أحد سينكر أعماله ﴿ وما لكم من نكير ﴾(٤٧-٤٢) قال سبحانه عن أعمال الكافرين﴿ وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ﴾(٣٣-٤٥)﴿ ووجدوا ما عملوا حاضرا ﴾(٤٩-١٨) ومن يغلل مثلا يأت بما غل يوم القيامة. ومن يبخل سيطوق بما بخل به. قال تعالى ﴿ كل نفس بما كسبت رهينة (٣٨-٧٤) إلا أصحاب اليمين ﴾(٣٩-٧٤). فأصحاب اليمين بعد الميزان سيتخلصون من أوزارهم ويأتون إلى ديوان الحساب اليسير دون شيء فوق ظهورهم.
أخرج الإمام أحمد حديثا عن تجسيد الأعمال يوم القيامة: عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال» تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب أنا الصلاة فيقول إنك على خير. وتجيء الصدقة فتقول يا رب أنا الصدقة فيقول إنك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا رب أنا الصيام فيقول إنك على خير. ثم تجيء الأعمال، كل ذلك يقول الله إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الإسلام فيقول الله تعالى إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي « أي من فعل شيئا حبا في الله أو خوفا من عقابه أو رجاء في ثوابه فله أجره إن كان مسلما غير مشرك. ومن فعل شيئا لغير وجه الله فإما قد نال جزاءه عليه في الدنيا وإما سيراه هباء منثورا يوم الحساب أي لا شيء إن كان خيرا أو يجزى بمثله إن كان شرا.
إرسال تعليق