٤٤- الساعة (75/114)
٤٤خ٦- الوقوف أمام الله فردا:
قال تعالى﴿ يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا ﴾(١٨-٧٨). وفي آخر المطاف ستأتي كل نفس تجادل عن نفسها أمام الملك العظيم خصوصا في الديوان الثاني ديوان الحساب ( والجدال لا يكون إلا وقت الحساب وليس وقت وزن الأعمال ) حيث لا يتقدم فيه إلا الأفراد وليس الطوائف والخصوم لقوله تعالى﴿ وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ﴾(٩٥-١٩) ﴿ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ﴾(٢١-٥٠). قال تعالى عن العاص بن وائل﴿ ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ﴾(٨٠-١٩) أي لوحده.
بعد القضاء في المظالم في الديوان الأول سيتقدم الإنسان فردا إلى الله لا لحسابه في ذلك المقام وإنما إلى الميزان لوزن كل أعماله وليأخذ سبحانه حقه كذلك أثناء الوزن. ففي الميزان يوزن الشرك أيضا وبطاقة التوحيد. وحق الله على العباد هو أن يؤمنوا به ويعبدوه. وأعظم ظلم هو الشرك به والكفر والإلحاد في أسمائه. ذلك والله أعلم آخر ظلم يفصل الله فيه. وسيكون الإتيان إليه فردا في الدواوين الثلاثة: في الديوان الذي سيتقدم فيه الكل فوق أرض المحشر وهو ديوان المظالم والميزان، ثم خصوصا في الديوان الذي سيكون فيه فقط الكافرون والمشركون حول جهنم، وفي الديوان الذي سيكون فيه فقط المؤمنون وفيهم المنافقون. والميزان سيكون في الديوان الأول. أما الحساب فسيكون في الديوان العسير وفي الديوان اليسير. وسيكون أيضا إتيان إلى الله فردا في ديوان خاص بالفائزين الذين نجوا من الصراط ليمد لهم في أجسامهم والله أعلم.
إرسال تعليق