U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - موقف الحساب الثاني -0343

   

  ٤٤- الساعة (72/114)

 

 

٤٤خ٣- موقف الحساب الثاني:

بعد الحشر العام ستدعى كل أمة إلى كتابها، كتاب أعمالها أي كتب أفرادها. وستتقدم لوحدها مع رسولها إلى الموقف الثاني. أي بالتناوب أناس كل أمة سينطلقون إلى الأمام حتى يبتعدوا كليا عن الأمم الأخرى التي ستظل في الموقف الأول تنتظر دورها جاثية. وسيعرضون على الله وسيخاطبهم كما خاطب كل الأمم في الموقف الأول وسيحكم بين مختلف طوائفهم. وسينطق عليهم كتابهم بالحق. وسيتبين في هذا الموقف أيضا من هم الظالمون ومن هم المتقون.

ومعنى الأمة هنا ليس فقط الذين على دين رسول معين بل كل الناس بمختلف مللهم وأحزابهم الذين عاصروا رسولا من رسل الله والذين جاءوا من بعده إلى أن بعث رسول آخر (حتى وإن كانت الرسل في القدم تبعث إلى أقوامها كما يبدو). أما محمد فجاء لكل الناس بلا استثناء منذ بعثته إلى قيام الساعة لأنه كان رسولا إليهم جميعا. ويشكلون أمة ( جاء في الحديث أن من سمع به من هذه الأمة يهوديا كان أو نصرانيا ولم يؤمن به دخل النار ). وعندما تتقدم إلى موقف الحساب الثاني سيكون فيها المسلمون واليهود والنصارى والمشركون والمجوس وغيرهم الذين كانوا بين بعثته وفناء الدنيا لكن المسلمين منهم سيقضى لهم قبل الآخرين. أما اليهود والنصارى هؤلاء وغيرهم فعليهم بعد أن يحكم الله بينهم وبين المسلمين أن ينحازوا إلى جهة الشمال أو اليمين من أرض المحشر ليفسحوا الطريق لأمثالهم الذين جاءوا من بعدهم ليحكم الله بينهم وبين من عاصروهم من المسلمين ثم عليهم أن ينحازوا هم أيضا إلى جهة الشمال أو اليمين ليفسحوا الطريق للآخرين ... وهكذا. ( وأذكر أن فراغات ستكون بين صفوف أنواع الجن واﻹنس ثم تزداد بعد عودة الحيوانات إلى تراب. ثم كلما تقدموا كلما قل عددهم. هذا يعني أن الذين سينحازون إلى اليمين أو إلى الشمال لينتظروا دورهم سيجدون متسعا كافيا لصفوفهم ) ثم عليهم أن ينتظروا في موقفهم ذاك حتى يأتي النصارى واليهود الذين كانوا قبل محمد وكانوا قبل ذلك ينتظرون حينها في الموقف الأول مع الأمم القديمة الأخرى. أي حتى يأتي موسى عليه السلام وقومه بالنسبة لليهود ثم عيسى عليه السلام وقومه بالنسبة للنصارى. فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالحق لأنهم تبعوه أو زعموا أنهم على ملته. وبلا شك سيقضى للأولين منهم في الدنيا قبل الآخرين. فالحواريون مثلا أفضل من الذين جاءوا من بعدهم. وأمة موسى سيقضى لها بعد أمة محمد وقبل أمة عيسى. وهذه الأخيرة قبل الأمم الأخرى. وسيكون نظام قضاء الله فيهم مثل ما رأينا بالنسبة للمسلمين. عندما تتقدم أمة موسى بعد ذهاب أمة محمد سيحكم الله بين اليهود ومن عاصروهم من النصارى وغيرهم. ثم ينحاز النصارى وغيرهم إلى جهة اليمين أو الشمال ليفسحوا الطريق لأمثالهم الذين جاءوا من بعدهم ليحكم الله بينهم وبين من عاصروهم من اليهود ثم عليهم أن ينحازوا هم أيضا إلى جهة الشمال أو اليمين ليفسحوا الطريق للآخرين ... وهكذا. ثم على النصارى أن ينتظروا في موقفهم ذاك حتى يأتي عيسى وقومه ... الخ والله أعلم. ثم يقضى بين أقوام الرسل اخرى. والملائكة هم الذين سيتكلفون بتنظيم صفوف الجن والإنس.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة