٤٤- الساعة (48/114)
المتلقيان عن اليمين وعن الشمال هما من ملائكة سدرة المنتهى ﻷنهما من رسل الله. ولهما في ذلك المستوى طول كبير أكبر من طول آدم يوم خلق تحتهما في جنة المأوى. لكن لو نزلا إليها وقتها لكان طوله ستون ذراعا أيضا بذراعهما هناك ﻷن طولهما سينقص مع نزولهما ليتعادل مع طول الملائكة في ذلك المستوى. ولما أنزل آدم إلى اﻷرض نقص طوله ونقص أيضا طول المتلقيين المكلفين به وظلت نفس النسبة بينهم في الطول كأنهما عصفوران أو أقرب. وعندما يموت اﻹنسان يرتفعان إلى سدرة المنتهى. ومع رقيهما يزداد حجمهما. وحجمهما الأخير والأكبر أي يوم الفناء هو الذي به يدخلان جنة الخلد. وسيكون أصغر من حجم الناس الذين سيكونون معهما في نفس الطبقة. أما الذي كلفا به فسيكون في درجة في اﻵخرة حسب إيمانه وأعماله. لكن قبل ذلك، فوق أرض المحشر سيكونان أطول كثيرا من البشر ( سيكونون بالطول الكبير الذي وصلوا إليه يوم الفناء ). وسيتكلفان بسهولة بأخذ صاحبهما الكافر ويقذفان به في النار. فحجمهما يومئذ يتناسب مع مهامهما يوم الحساب.
ونستنتج من ذلك أن طول ملائكة سقف السماء الأولى أصغر من طول الناس لأنه يساوي فقط أكبر قليلا من ثلاث مرات طول المتلقيين وهما في الأرض أي بطول صغير جدا. فهم يبعدون عن كوكبنا بأكثر قليلا من ألف سنة. فلو نزل أحدهم إلى الأرض لأصبح طوله كعصفور أو تقريبا. وإن عرج المتلقيان إلى السماء الأولى لتعادل طولهما مع طول هؤلاء الملائكة. ويوجد ملائكة لا يخضعون لهذه المقارنات كجبريل وغيره مما خلق الله والله أعلم.
إرسال تعليق