٤٤- الساعة (47/114)
ذ- طول الناس والملائكة في جنة الخلد:
عن أنس رضي الله عنه قال النبي ﷺ » يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك...الخ «( قاله أبو بكر بن أبي الدنيا عن القاسم ) وروى الطبراني واللفظ له قال ﷺ » يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع « وقال ﷺ » من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدا وكذا أهل النار «( قاله ابن وهب ورواه الترمذي أيضا )
سنرى أن ملائكة كل سماء سيحتلون أطراف جنة الخلد والإنس في الوسط. وطول الذين في طبقة منها أكبر من طول الذين في الطبقة التي تحتها. فالنور في الأعلى أقوى من الذي في الأسفل. وأهلها من الناس مهما كانت درجتهم سيكون لهم طول آدم ستون ذراعا بذراع الملك. بلا شك بذراع الملك الذي سيكون معهم في طبقتهم. وفي نفس الوقت سيكونون أطول من الناس الذين تحتهم. وهو طول نسبي جعله الله بين الإنس والملائكة. وهذا يعني أن معظم ملائكة كل طبقة في جنة الخلد سيكونون أصغر حجما وطولا من إنس تلك الطبقة. وهذا تفضيل عظيم ! فطول الإنسان بذراعه أقل من ستين بكثير. بالتالي ذراع الإنسان في الجنة أكبر من ذراع الملك العادي وطوله أكبر من طوله. ربما لذلك كانت الملائكة في السماء تهاب آدم يوم خلق فيها لأن طوله يومئذ كان ستون ذراعا بذراعهم. ولو كان أصغر منهم لما هابوه. لكن فوق أرض المحشر طول الناس كما قلت سيكون أصغر من طول معظم الملائكة ( ذلك ﻷن الملائكة سيصلون يوم الفناء إلى الطول الذي سيكون لهم في النشأة الثانية ). ولن يصبحوا أكبر طولا منهم حتى يدخلوا الجنة، كل أناس مع ملائكة طبقتهم ونورهم.
وتوجد استثناءات فيما يخص بعض الملائكة كجبريل مثلا وغيره. فعندما نزل إلى الأرض رآه سيد البشر محمد ﷺ على صورته قد سد الأفق. وهذا ربما يعني أنه وأمثاله من عظماء ملائكة الدنيا سيكون لهم طول أكبر من طول الإنسان في الفردوس الأعلى والله أعلم.
أما حملة العرش ومن حوله فحجومهم ضخمة جدا ولا تقاس بحجوم الناس. ولا علاقة لهم بجنة الخلد إذ لا يدخلونها. وسيكون حجمهم في نشأتهم الثانية وهم حول العرش نفس الذي سيكون لهم يوم الفناء. وهو أكبر حجم لهم.
إرسال تعليق