U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - نزول عيسى عليه السلام -0312

   

  ٤٤- الساعة (41/114)

 

 

ت- نزول عيسى عليه السلام:

كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحياء في السماوات السبع. كل حسب درجته. وعيسى هو هناك ببدنه الأرضي الذي رفعه الله إلى السماء الثانية. وازداد طوله بارتفاعه طبعا. وعندما تصل هذه السماء الثانية إلى المستوى الذي كان فيه آدم يوم خلق في جنة المأوى سيتعادل طوله مع طوله الذي كان له. أما أبدان الشهداء وأرواح المؤمنين هناك فأبدان سماوية لا تدخل في هذه الحسابات.

أما النبي فعرج به ليلة إلى سدرة المنتهى ببدنه الأرضي وكانت السماء الرابعة وهي ترتفع قد مرت وقت بعثته كما رأينا على المستوى الذي خلق فيه آدم. ولما تجاوز هذه السماء في تلك الليلة تجاوز طوله طول آدم يوم خلق. وذلك امتياز جعله الله للأنبياء فقط. واجتياز السماء الرابعة ذلك المستوى وقت بعثة النبي دل كما رأينا في الفقرة السابقة على أن نصف عمر البشرية قد مضى لأن بين الأرض الأولى وجنة المأوى التي فوق السماء السابعة ستة عشر وحدة فضائية. فالحلقة الأرضية تشكل وحدة وكل سقف سماوي يشكل وحدة وما بين كل سقف وسقف وحدة. وكل هذه الوحدات وهي ترتفع مع التوسع يجب أن تمر كلها على المستوى الذي خلق فيه آدم ليحدث الفناء مباشرة بعد ذلك. بالتالي عيسى لن ينزل لما تصل السماء الثانية إلى ذلك المستوى حتى وإن كان طوله سيتجاوز طول آدم يوم خلق لأن ذلك امتياز للأنبياء كما بينت. ولو نزل حينها لبقي ليحدث الفناء أكثر من نصف الزمن الذي بين بعثة النبي والفناء. بل سينزل عليه السلام بعد ذلك بكثير أي في آخر الزمان.

وربما قد نستنتج زمن نزوله من الآية التالية. قال تعالى﴿ حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون (٩٦-٢١) واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ﴾(٩٧-٢١) واقترب الوعد الحق هنا إما بخروج يأجوج ومأجوج وإما بعد خروجهم. فالآية قد تحتمل المعنيين والله أعلم. فإن كان اقتراب الوعد يقصد وقت خروجهم فالذين كفروا في الآية هم كل الكفار يوم الحساب لأن باب التوبة حينها لا يزال مفتوحا. وإن كان بعد خروجهم فالكفار هم كفار آخر الزمان لأن باب التوبة قد أغلق، أبصارهم شاخصة إلى أهوال أشراط الساعة ثم بعدها أهوال الفناء. أما المؤمنون فسيموتون بعد طلوع الشمس من المغرب بقليل. سينزل عيسى قبل خروج يأجوج ومأجوج بسنوات معدودة وببركة دعائه يهلكون كما رأينا في أشراط الساعة. وفي الآية وفي الاحتمال الثاني نلاحظ أن بعدهم سيقترب الوعد الحق. والاقتراب كما بينا معناه في الفقرة السابقة يشير إلى مرور نصف مدة معينة على الأقل. وهي في سياق الآية نصف المدة التي بين خروج يأجوج ومأجوج وساعة الفناء ( هذا مثل انشقاق القمر واقتراب الساعة كما رأينا في الفقرة السابقة ). والآية تبين أن الكفار الذين سيكونون في ذاك الزمن قد فاتتهم فرصة الإيمان والتوبة لقولهم " يا ويلنا ". وهذا سيكون طبعا بعد طلوع الشمس من المغرب. يعني أن عيسى عليه السلام ( وخروج يأجوج ومأجوج ) سينزل قبل طلوع الشمس من المغرب بمدة لها نفس المقدار كالتي ستكون بين هذه الظاهرة الكونية ( طلوع الشمس من المغرب ) وساعة الفناء والله أعلم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة