U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - دحو ولقف السماوات والأرضين -0301

   

  ٤٤- الساعة (30/114)

 

 

٤٤ت٢ت- دحو ولقف السماوات والأرضين:

جاء في حديث الصور أن بعد طي السماوات والأرض سيدحوهما سبحانه وتعالى ثم يلقفهما ثلاث مرات. والمقصود من ذلك هو بلا شك تغيير مكانهما. سيدحوهما أو مرتين ليخرجهما من حلقة الكرسي من فتحته السفلى ليصبح فوقهما ( فبما أن الرواية لم تذكر دحو الكرسي في ذلك الحين والذي سيبقى بلا شك في مكانه حتى يضعه الله فوق الأرض المبدلة أي حتى تمد مدا عظيما فبلا شك سيخرج سبحانه السماوات والأرض من الفتحة السفلى لأن لا يمكن أن تخرجا من فتحته العليا ن فوقها عالم اخرة ). ثم بعد دحو آخر كما سنرى سيبسط السماوات المطوية ويمد الأرض التي ستصبح كالأديم العكاظي. وستكون مساحتها كبيرة جدا. فبعد أن كانت السماوات والأرض في جوف الكرسي سيصبح فوق الأرض المبدلة ويوضع عليها.

دحو ولقف السماوات والأرض ثلاث مرات: أنظر الرسم ٢٤

المرة الأولى: بعد الطي ستكون السماوات وارضون مطوية بعضها فوق بعض. والمركز العظيم تحتهن تتساقط عليه يومئذ كل الشموس والأقمار ومختلف المراكز. والدحو الأول سيبعد السماوات والأرضين أفقيا عن كل ذلك لكيلا يظل المركز العظيم تحتهما في نفس الخط. أي لكيلا يعترض مسيرتهما أثناء الدحو الثاني. وسيدحوهما سبحانه بلا شك إلى الخلف وهما لا يزالان في جوف الكرسي ( ن كما سنرى منطقة بعث الناس ستكون في الخلف أي تحت الجزء الخلفي من العرش ). ثم يلقفهما في مكان معين داخل الكرسي ليتوقفا.

المرة الثانية: الدحو الثاني سيبعد السماوات والأرض عموديا في اتجاه الأسفل لتخرجا من فتحة الكرسي السفلى. ثم يلقفهما الله بعد خروجهما منه في مستوى معين ليتوقفا. ومسافة الدحو هذا ستكون أكبر كثيرا من مسافة الدحو اول. مسافة أولا بين المركز العظيم والفتحة السفلى يضاف إليها مسافة مثلها خارج الكرسي ( نها تقريبا نفس المسافة بين المركز العظيم وأعلى سدرة المنتهى يومئذ ) ثم يضاف إليهما المسافة التي يجب أن تكون بين السماوات وأسفل الكرسي لكيلا تحتك به ( قد تكون هذه مثلا خمسمائة سنة ). أما مسافة الدحو الأول فقصيرة وهي أكبر قليلا من نصف عرض أعلى سدرة المنتهى لكي تتمكن من النزول إلى فتحة الكرسي دون أن يعترضها مركز الدنيا. أما عن مختلف أرقام هذه المسافات بعدد السنين فقد تستنتجها من التفاصيل الحسابية المفصلة في آخر هذا الكتاب.

المرة الثالثة: الدحو الثالث سيكون أفقيا تحت حلقة الكرسي في اتجاه الخلف مرة أخرى. فالسماوات والأرضون المطوية سيتجهان بالدحو الثالث إلى الخلف حتى يلقفهما الله في منطقة معينة تحت جوانب أدنى العرش ( بالضبط لتكون السماوات فوق القسم الثاني من أرض المحشر كما سنرى. أنظر أيضا الرسم ٢٤ في آخر الكتاب ). أما الكرسي فربما سيظل مؤقتا في مكانه تحت الآخرة حتى تمد الأرض. ومسافة الدحو الثالث هذا لا تتعدى مسافة نصف قطر الكرسي خصوصا بالنسبة للسماوات السقوف لكيلا تكون مباشرة تحت البحر المسجور. وستكون السماوات والأرض أبعد عن العرش مقارنة بما هو أمرهما حاليا وهما في جوف الكرسي. سيزداد بعدهما بمسافة كبيرة مقدارها أكبر شيئا ما من المسافة بين فتحتي الكرسي. لكن يوم البعث سيهبط الكروبيون بالعرش حتى تصل أقدامهم مرة أخرى إلى تخوم الأرض السابعة المبدلة.

إن عمليات دحو ولقف السماوات وارضين لن تغير اتجاهاتهما. ما كان في اليمين سيظل في اليمين وما كان في الشمال سيظل في الشمال وما كان في الوسط سيظل في الوسط وما كان في الخلف سيظل في الخلف وما كان في امام سيظل في امام. فالملائكة الذين في يمين السدرة من جهة الأمام مثلا ينزلون الآن إلى يمين الحلقة الأرضية من جهة الأمام. ويوم القيامة سينزلون شهودا على الذين كانوا في تلك المنطقة من الحلقة الأرضية. وبالتالي يجب أن يظل تطابق اتجاهات الأرض مع اتجاهات السماء كما كان. بعد ذلك الملائكة والمؤمنون الذين كانوا في الحلقات الأرضية والسماوية من جهة اليمين سيكونون في جنة الخلد إلى ابد من جهة اليمين أيضا. والذين كانوا في الشمال سيكونون فيها إلى ابد من جهة الشمال. وكذا الكافرون في جهنم. أما الذين كانوا في الأمام أو في الخلف فإن كانوا ملائكة فسيكونون أيضا في مثل ما كانوا أي في الأمام أو في الخلف. أما إن كانوا من الإنس فسيكونون موزعين في الآخرة من اليمين إلى الشمال مثل ما كانوا في الدنيا. يعني لن يكون نوع من الإنس أمام نوع آخر منهم لا في الاخرة ولا فوق أرض المحشر. أما توزيع كل نوع في الآخرة في الأمام والخلف وأيضا في اليمين والشمال فحسب درجة الأعمال.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة