٤٤- الساعة (14/114)
٤٤ت١ب١أ٣- مصير البحار والجبال:
المور الشديد ثم الرجفة سينتج عنهما اضطرابات عظيمة في البحار. فباشتعال البراكين كلها لن تعود الجبال رواسي للأرض بل كما كانت يوم بدأ الله خلقها. ستسير سيرا عشوائيا بينما الآن سيرها منتظم بسرعة الطبقة الباطنية التي هي ماسكة بها. وستميد الأرض بمن عليها. وهذا سيؤدي إلى تباعد بين قارات وتقارب بين أخرى. وبالتالي سيفيض ماء البحر على اليابسة بنقصان الحفرة التي كان فيها. لذلك قال تعالى﴿ وإذا البحار فجرت ﴾(٣-٨٢). وستتحطم الحواجز بين البحار وتضرم النيران فيها بخروج الحمم بكثرة هائلة من براكين وشقوق قعر البحر. ربما لذلك قال تعالى﴿ وإذا البحار سجرت ﴾(٦-٨١). أما بخارها فلن ينزل ماء أبدا لأن الجو ساخن جدا يومئذ بل ذراته ستنفجر لتعود أجزاء رتقية. أما بحار السماوات السقوف فستفجر أيضا أثناء المور الشديد لكن دون أن تشتعل لأن لا براكين هناك ولا حمم. ولا شك أن ذرات مياهها ستنفجر وتنعدم أو ربما يجعلها الله تنجذب إلى رتق المركز العظيم حتى وإن لم تكن صدرت عنه والله أعلم.
سير الجبال:
يجب أن نفرق بين سير الجبال يوم الفناء وسيرها يوم البعث. أما عن سيرها يوم الفناء فقال تعالى﴿ يوم تمور السماء مورا (٩-٥٢) وتسير الجبال سيرا ﴾(١٠-٥٢)( أنظر الفقرة السابقة ). أما سيرها يوم البعث ففي قوله تعالى﴿ وسيرت الجبال فكانت سرابا ﴾(٢٠-٧٨) وهي يومئذ كالعهن المنفوش. وسنرى تفاصيل عن ذلك في محله.
إرسال تعليق