٤٤- الساعة (11/114)
٤٤ت١ب- زلزلة الساعة وتوقف الكواكب:
كل الكواكب ستتذبذب حول نقط توقفها، أي ستكون لها حركات ذات يمينها وذات شمالها إلى أن تستقر تماما. وستقع فيها اضطرابات وزلازل.
٤٤ت١ب١- النفخة الأولى في الصور:
قال تعالى﴿ ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾(٨٧-٢٧) ونفخة الفناء هذه هي الراجفة. أي معها تبدأ الزلزلة﴿ يوم ترجف الراجفة ﴾(٦-٧٩) وستهم كل الأرض وكل الكواكب. قال تعالى﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها (١-٩٩) وأخرجت الأرض أثقالها ﴾(٢-٩٩). فالأرض هي أيضا العالم الكوكبي بأسره. ولا يوجد إلا تحت السقف الأول. والسماوات السقوف أيضا سترجف بأهلها قبل انشقاقها. ذلك لأن قوة الإتيان وهي قوة توسعية هائلة ستنقص تدريجيا عند اقتراب الساعة ربما مباشرة بعد طلوع الشمس من المغرب الذي سيكون المشير لبداية ذلك النقصان والله أعلم. أي إن السماوات والأرض بعده لن تتوسع بنفس السرعة التي كانت عليها بل ستنقص شيئا فشيئا إلى أن تنشق السماء. وبنقصان تلك السرعة سيعود دوران السقوف والمجرات يهيمن على قوة إتيان الأرض والسماء. وبالتالي ستمور السماء مورا ذات اليمين وذات الشمال. أي إن السقوف والمجرات والعوالم البينية التي كانت قبل ذلك مرغمة على أن لا تدور حول المركز العظيم ستدور شيئا ما ذات اليمين وذات الشمال. وسرعة المور هذه ستزداد تدريجيا مع نقصان قوة الإتيان تدريجيا أيضا. قال تعالى﴿ يوم تمور السماء مورا ﴾(٩-٥٢). وستذبذب الكواكب حول نقط توقفها ثم تنقص مسافة تذبذبها شيئا فشيئا إلى أن تستقر في أماكنها وتبدأ الرجفة السريعة. فتلك هي زلزلة الساعة الشاملة المذكورة في القرآن العظيم التي ستهم كل أركان السماء. ستهم الدنيا بكاملها بما في ذلك سدرة المنتهى وجنة المأوى. وستكون ظاهرة مشهودة. لذلك قال تعالى﴿ يوم ترونها ﴾(٢-٢٢). في حديث الصور يأمر الله إسرافيل بإطالة النفخة الأولى فيطيلها ويديمها ولا يفتر. وهذا يعني أن تلك الرجفة ستطول على أهل السماوات والأرض. في حديث الصور أيضا « ثم ترتج الأرض بأهلها رجا فتكون كالسفينة المرمية في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق في العرش ترجرجه الرياح » وهذا تماما هو تذبذبها حول نقطة توقفها. وهو زلزال سيهم كل الكوكب وليس فقط جزءا منه كما هو الحال في أرضنا الآن. فسيميل كله ذات اليمين وذات الشمال ( سيدور كل كوكب بمختلف طبقاته حول محوره ذات اليمين وذات الشمال. وفي نفس الوقت سيتذبذب في فلكه حول نقطة توقفه ذات اليمين وذات الشمال ). ولا تعرف الأرض حتى تلك اللحظة زلزالا بذلك الشكل. فهو زلزالها الشامل الوحيد الخاص بساعة الفناء فقط. لذلك قال تعالى﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها ﴾(١-٩٩) أي زلزال فنائها. وستحدث أثناءه وبعده أمور كثيرة سنفصلها في الفقرات الموالية. وسيكون ترتيب الأحداث زمنيا تقريبا عكس ما كان عليه الأمر أثناء عملية الخلق لكن بسرعة كبيرة. فإذا كانت عملية خلق السماوات والأرض استغرقت زمنا طويلا فتدميرهما سيكون سريعا جدا.
والرجفة التي ستأتي بعد المور هي التي ستجعل الكواكب مستقرة بعض الوقت في نقط توقفها. وعندما تنتهي ستسقط على مراكزها مباشرة بفعل الجاذبية. أي ستكون للرجفة هذه قوة تعادل قوة الجاذبية تماما كما هو الأمر الآن بالنسبة لقوة الطرد المركزي، إلا أن الكواكب حاليا تدور بينما ستكون أثناء الرجفة " متوقفة ".
إرسال تعليق