٤٤- الساعة (3/114)
٤٤أ٢- أشراط الساعة بعد زمان النبي ﷺ:
في الصحيح قال ﷺ: » لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع «
٤٤أ٢أ- المسيح الدجال:
إنه أول أشراط الساعة كما قال مروان بن الحكم بالمدينة ( صحيح مسلم ومسند أحمد ). أما طلوع الشمس من المغرب فهو أول الآيات التي معها يغلق باب التوبة. ومن بين ما قال رسول الله ﷺ في حديث طويل عن الدجال وعيسى عليه السلام » وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب فيها الناس جوع شديد ويأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله عز وجل السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض أن تحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله « قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال » التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجرى ذلك عليهم مجرى الطعام «( وهو حديث أخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه في سننه ) في الحديث أيضا الدجال شاب جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية، أحمر جسيم. يخرج من خلة بين الشام والعراق ويسيح في الأرض. ويلبث في الأرض أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة ( أي كأسبوع ) وسائر أيامه كأيامنا « ( حديث في صحيح مسلم ) وفي حديث آخر أربعون يوما أو أربعون شهرا أو أربعون عاما «.
» وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت. وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار. فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح سورة الكهف فتكون عليه بردا وسلاما. وإن من فتنته أن تتبعه كنوز الأرض. وإن من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أمك وأباك أتشهد أني ربك ؟ فيقول نعم، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك. وإن من فتنه أن يسلط على نفس واحدة فينشرها بالمنشار حتى تلقى شقتين ثم يقول أنظر إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري، فيبعثه الله فيقول له الخبيث من ربك فيقول ربي الله، وأنت عدو الله الدجال. قال النبي ﷺ » ذلك الرجل أرفع أمتي درجة في الجنة « والدجال يبدأ لقاءه بالناس بقوله أنا نبي فلا نبي بعدي، ثم يثني فيقول أنا ربكم. ومكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب. وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطأه وظهر عليه إلا مكة والمدينة. فإنه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه. فينفى الخبث منها. ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص. وسيكون هلاك المسيح الدجال لعنه الله على يد المسيح المسلم عيسى ابن مريم عليه السلام ( أنظر الفقرة الموالية ).
إرسال تعليق