U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الابتلاء بالشجرة -0270

   

  ٤٣- قصة آدم (6/7)

 

 

٤٣ح٣- الابتلاء بالشجرة:

سمع إبليس أمر الله إلى آدم بعدم الأكل من الشجرة ( وطبعا سمع ذلك بإذن الله ). وكان يعلم سرها كما قال تعالى﴿ فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عن سوءاتهما ﴾(٢٠-٧). قيل أن تلك الشجرة يأكل منها الملائكة ليتمكنوا من الخلود في النشأة الأولى والله أعلم. فلم يقتصر الشيطان على أن يغوي بني آدم بل أراد إغواء آدم نفسه. الشيء الذي لم يصرح به في حواره مع الله لكن الله طبعا كان عليما بما سيفعله فحذر آدم من شره. وكان آدم يرى الملائكة وإبليس لأن في العالم العلوي كل الخلائق يرى بعضها بعضا. قال تعالى﴿ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴾(١١٧-٢٠).

لقد ظل آدم في الجنة ساعة من نهار تلك الجنة قيل ثلاثين ومائة سنة والله أعلم. ولا يمكن للشيطان أن يمكث فيها كل هذا الزمن وقد أمر بمغادرتها. بالتالي لقد وسوس لآدم وهو نازل في درجاتها المتعددة إما عن بعد إن كانت له القدرة على ذلك أو ربما عبر أشباهه التي كانت حينها في السماوات. فإن كانت ظاهرة الأشباه موجودة والله أعلم فلا يجب أن نهمل هذا الاحتمال ( ففي الرواية في كل أرض آدم كآدم ونوح كنوح ... ). أي أيضا في كل جنة من جنات السماوات السبع كان يوجد شبه لآدم الذي في جنة المأوى العليا. وحذر الله آدم من شر إبليس مع أنه طرد من الجنة بقوله﴿ فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴾(١١٧-٢٠). فكان للعين وقت كافي للتواصل مع آدم وهو نازل في درجاتها بجهده فقط أي دون وسيلة تنزله بسرعة. لقد أمر بأن يهبط منها ثم يخرج. وهذا يتطلب زمنا. قال تعالى﴿ قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ﴾(١٣-٧). وبالتالي كان آدم يراه من خلال أشباهه كل مرة في كل سماء وهو نازل في درجات الجنة قاصدا مخرجها الأسفل لينفذ أمر الله بالخروج منها. وكان يوسوس له ولزوجته كلما التقى بأشباههما في كل سماء حتى أقنعهما بالأكل من الشجرة. ولما أكلا منها كان موجودا في إحدى تلك الجنات. لذلك قال تعالى﴿ قلنا اهبطوا منها جميعا ﴾(٣٨-٢) رغم أنه أمر بالهبوط قبل ذلك. ولما عصى آدم ربه أخرج هو أيضا وكذا أشباهه فأنزلت إلى الأرضين السبع بسرعة فائقة كالبرق. وفي نفس الوقت أنزل إبليس بسرعة هو أيضا لكن إلى الأرض السابعة. فهو الآن يوسوس إلى الناس من خلال أشباههم. وهذا تفسير غريب طبعا يتوقف على وجود ظاهرة الأشباه والله أعلم بما حدث.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة