٤٣ح- آدم وزوجته في الجنة:
٤٣ح١- إن الملائكة كانوا يعلمون بأن ذرية آدم ستكون في الأرض بعد أن أخبرهم الله بجعل خليفة فيها. وخلق من تربتها أمامهم. لذلك تحدى إبليس الله سبحانه بأن يغوي ذريته فيها. ثم إن الله أذن له بفعل ما بوسعه لإضلالها مما يؤكد أن الأرض هاته كانت المستقر المعروف والوحيد لبني آدم في حياتهم الأولى في كل الأحوال. وبعد أن أمر الله إبليس بالخروج من الجنة أسكن آدم فيها تشريفا له لأنه أب لذرية عظيمة من الإنس ستكون في أعظم مقام في الحلقة الأرضية كما أسكن فيها إبليس قبله ربما لنفس السبب ثم لأنه خلق في مستواها﴿ وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة ﴾ (١٩-٧) ولم يقل الله " أسكن أنت وذريتك الجنة "
٤٣ح٢- الجنة التي كان فيها آدم:
تساءل الكثيرون عن موقع الجنة التي كان فيها آدم ؟ فطبعا ليست بجنة الخلد التي هي جنة الآخرة. ولن يدخلها الخلق إلا في نشأتهم الثانية وليس فيها موت ولا شيء محرم. وقول الشيطان لآدم﴿ هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾(١٢٠-٢٠) دليل على أن ذلك المكان ليس بجنة الخلد. وكان الكل ينتظر يوم الدين كما ننتظره نحن الآن. قال الله لإبليس﴿ وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ﴾(٧٨-٣٨). ثم إن الله أمر آدم وإبليس بالهبوط إلى الأرض مما يدل أيضا على أنها كانت فوق عالم الكواكب. فلا شك أنها جنة المأوى التي عند سدرة المنتهى، أي منتهى العالم الدنيوي. وكله في جوف الكرسي. وقد ذكرت تفاصيل عن هذه الجنة وكيف ستفنى هي أيضا.
إرسال تعليق