U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - تقدير الموت بين العباد -0263

   

٤١تقدير الموت بين العباد




 

كل له أجل مسمى. والله يختاره لحكمة لا يعلمها إلا هو. ليس فيه بلا شك أي تأثير سلبي على إيمان العبد أو كفره أي في ما وصل إليه قلبه. يعني إذا مات في عمر ما فربما إيمانه الذي في قلبه أو كفره لن يزداد ولن ينقص إن تركه الله يعيش أكثر من ذلك.

أما الكافر الذي لن يؤمن فالله يعمره ليبلغ قمة كفره لكن أجله محدد أيضا. أي لو عاش بعد أجله المسمى ربما سيبقى كفره الذي في قلبه على ما هو عليه لا يتوب منه. لكن بعد بلوغ قمة كفره هذه قد يتركه الله إن شاء يعيش أكثر فقط لتزداد كمية سيئاته بأعماله لا بازدياد كفر قلبه. وهذا سيؤدي به إلى أدنى درجة أرادها الله له في جهنم. أي حسب ما في قلبه من كفر وحسب درجة انتقام الله منه. فسوف نرى أن درجة معينة من الكفر تؤدي بصاحبها إلى مستوى معين في طبقة معينة في جهنم. ودرجة معينة من أعماله الخبيثة ستؤدي به إلى بعد معين عن وسط تلك الطبقة.

أما إن كان سيؤمن فسبحانه يتركه يعيش حتى يؤمن. أي حتى ترفع الغشاوة عن قلبه الحقيقي. وتلك رحمة منه لأنه عليم بأنه لن يكفر بعد ذلك. فيأخذه مباشرة بعد إيمانه أو بعد حين طبقا لحكمة أو ليزداد حسنات. وإن كان سيزداد إيمانا فسيتركه حتى يبلغ قمة إيمانه. وبعد بلوغها قد يتركه يعيش أكثر على تلك الدرجة من الإيمان لتزداد بها كمية حسناته فيبلغ بها أعلى درجة أرادها الله له في الجنة. أي حسب ما في قلبه من إيمان وحسب شكر الله له وتفضله عليه. وهنا أيضا درجة معينة من الإيمان تؤدي بصاحبها إلى مستوى معين في طبقة معينة في الجنة. ودرجة معينة من أعماله الطيبة ستؤدي به إلى قرب معين من وسط تلك الطبقة. 

أما الذي سيكفر بعد إيمانه ( وهو إيمان مؤقت غير حقيقي ) فالله يتركه يعيش حتى يكفر لأن لا ينبغي أن يكون ضمن المؤمنين في الجنة. وتلك هي طبيعته الحقيقية التي يجب أن يموت ويبعث عليها. وهذا ربما هو معنى الحديث الذي فيه أن الكتاب يسبق العبد. فلا يموت حتى يقضى ما فيه. فإن كان مسلما طوال حياته ثم كفر قبل موته دخل النار. فالكتاب لا يرغمه على الإيمان أو الكفر بل فيه علم ما سيقع. إن أجل كل إنسان كافي لمعرفة درجة إيمانه أو كفره وأيضا لمعرفة درجة فضل الله عليه أو انتقامه منه. إن الله عليم حكيم. كل شيء عنده بمقدار. قال تعالى﴿ أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ﴾(٣٧-٣٥). أما الطفل الذي مات فمرفوع عنه القلم. ولا شك أنه سيدخل الجنة ويكون في درجة فيها على قدر طيبة قلبه. وموته قد يكون رحمة أو ابتلاء لأهله أو نعمة لهم في الآخرة.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة