U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - المصائب التي من أفعال الناس - تغيير حالة الناس -0262

   

  ٤٠- المصائب (3/3)

 

 

٤٠ب- المصائب التي من أفعال الناس:

إن الله " أذن " بهذا النوع من المصائب مع أنه لا يرضى منه إلا ما هو خير للمؤمنين وشر للكافرين دون ظلم. ويبتلي به الناس بعضهم ببعض.

 

مصائب أذن بها الله ولا يرضاها:

فهي مصائب تصيب الإنسان وسببها أفعال غيره من البشر كظلم وبغي ...الخ. والله يأمر الناس بتجنب فعلها لأنه لا يحب الظلم. وما يأتي منه هو كله عدل. أما ما يأتي من الناس فأكثره ظلم وجهل. " فأذن " بذلك ليبتليهم. والأمثلة في القرآن كثيرة كظلم إخوة يوسف له ودخوله السجن ظلما، والمحن التي مر بها الرسل والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ولا يجوز أن ننسب ذلك إلى الله وإن كان كل شيء بمشيئته أو بإذنه ما رضي به وما لا يرضى. وإذنه من مشيئته ( أي شاء أن يأذن ). فلنتأمل مثلا في قوله عن الشفاعة﴿ إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ﴾(٢٦-٥٣) فهذا فرق بين الإذن والرضا. فيوم القيامة يوم إذن الله ورضاه في نفس الوقت. أما عقابه يومئذ فمن غضبه.

 

مصائب أذن بها الله ويرضاها:

لا يرضى الله من أفعال الناس إلا ما هو خير. والأمثلة على ذلك قوله تعالى في مقاتلة الكفار المعتدين﴿ قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ﴾(١٤-٩) وقوله﴿ ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ﴾(٢٥١-٢).

 

عدم الأخذ بالأسباب:

مصائب كثيرة تقع سببها عدم الأخذ بالأسباب إما عن جهل أو عمدا. قال تعالى في هذا الصدد﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾(١٩٥-٢)﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾(٢٩-١٧).

وإن لم تأخذ بنصيحة الله ولم تطع أمره فلا تلومن إلا نفسك ولا تسوء الظن به باعتقاد أن ذلك كان مكتوبا عليك رغم أنفك. بل كان الله عليما بما ستفعل وكتبه لأنه كتب كل ما سيقع لك ومنك: ما كنت مسؤولا عنه وما هو خارج عن إرادتك.  

 

٤٠ت- تغيير حالة الناس:

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وهذه حقيقة قرآنية عامة. وأساسها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء على أنفسنا أم على غيرنا. فإن انتهى قوم عن منكر كانوا يفعلونه حدث التغيير ونزلت عليهم نعمة من نعم الله. وكذلك إن هم قاموا بفعل خير جديد وداوموا عليه. أما إن تعاطوا لمنكر جديد أو تراجعوا عن فعل خير كانوا يفعلونه فالله سيسلط عليهم عقابه من حيث يدرون أو لا يدرون أو يفتح عليهم باب خيانة أي نعمة أو نعما يستدرجهم بها حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذهم بغتة.

   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة