٣٦- نوعية المواد في طبقات الدنيا والآخرة (5/5)
٣٦ث- الفرق بين الكواكب وطبقات الأحجار:
لما كانت الأرض تخلق بفعل دوران الضغط ثم دوران التفكك كانت تدور حول رتقها طبقات من مواد مختلفة على شكل "حلقات". بعض الأحجار خلق في الطبقات القريبة والمعادن في الطبقات البعيدة. بعض من ذلك أدخل في الأرض بدوران الضغط والبعض الآخر سقط عليها واختلط بمختلف الحمم حتى أن الإنسان قد يعتقد أنها خلقت في باطن الأرض. فالأحجار التي تدور بين المريخ والمشتري مثلا تكونت من أجزاء رتقية صغيرة انفصلت عن رتق المجموعة الشمسية. كل جزء كان يدور حول الشمس. وبعد فتق كل جزء خلقت ذرات الحجر ثم التصق بعضها ببعض والله أعلم إلا أن الأحجار هذه ليس في داخلها رتق مركزي كما في قعر الكواكب إﻻ ما شاء الله. قال تعالى عن الحجر الصلب مخاطبا اليهود﴿ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة (...) وإن منها لما يهبط من خشية الله ﴾(٧٤-٢) فبعض الحجر الصلب كما تشير الآية ربما هبط من الفضاء. والآية قد تعني أيضا الحجر الذي يخضع للجاذبية وهو في سطح الأرض أو بعض الصخور في البحر أو الجزر التي تهبط حتى يغطيها الماء والله أعلم. ولا تزال بعض الأحجار والنيازك تدور متفرقة حول بعض الكواكب. وما زلنا نشاهد نزول غبار وكويرات صغيرة. وهذه الأحجار غير التي تنشأ بتصلب الحمم البركانية أو غيرها في الأرض.
٣٦ج- طبقات الشهب ورجم الشياطين:
إن الشياطين ترجم في السماء الدنيا تحت السقف الأول. فبلا شك توجد أحزمة من الحجر والشهب تحفظ السماء وكل عالم بيني وأيضا حدود كل قطر من أقطار الفضاء. فقد ملئت حرسا شديدا وشهبا. وهذه الأحزمة كما رأينا تبتعد عن المركز العظيم في خطوط مستقيمة كابتعاد المجرات عنه بفعل إتيان الأرض والسماء. ويزداد حجمها النسبي مع ارتفاعها والله أعلم.
إرسال تعليق