٣٥- مراحل خلق الأرض والشمس وكواكب المجموعة الشمسية (4/9)
٣٥ث- البحار والأنهار والسبل:
نتج عن انكسار الأرض حفر كثيرة بدأت تمتلئ بمياه الأمطار وبعض مياه البحر البدائي. وأضيفت إليها أملاح كانت على سطحها مما جعل مياه بحارها تختلف عن بعضها البعض. وكان بين كل حفرتين حاجز من الأرض الصلبة مرتفع بعض الشيء. قال تعالى﴿ وجعل بين البحرين حاجزا ﴾(٦١-٢٧). ثم بعد ارتفاع مستوى البحار علا الماء فوق كل حاجز. وبفعل المد والجزر تحت تأثير القمر والرياح أصبح يتذبذب من جهة إلى أخرى ويأخذ بالتالي بعض خصائص البحرين اللذين هو بينهما حتى أصبح بحرا ثالثا يمنع مياه كل بحر من أن تصل إلى البحر الآخر. وسماه الله برزخا وحجرا محجورا. ثم خلق لكل بحر كائناته.
إن عمق البحار يتناسب مع تباعد القارات فيما بينها. كلما تباعدت كلما ازداد عمق الحفرة. وكان الانشقاق في السطح أوسع مما في العمق. وكان في الوسط أعظم مما في الأطراف. وهذا يفسر الحاجز بين البحرين. فالتباعد بين قارتين هناك قصير. وبالتالي عمق البحر الحاجز أصغر من عمق البحرين اللذين هو بينهما. أما حفر الأنهار فنشأت عن انشقاقات صغيرة وسطحية. والتباعد بين الضفتين قصير بحيث كان الحاجز والنهر عاليين. وعمق الماء الحاجز بين البحر والنهر أصغر بكثير من عمق البحار البرزخية التي بين البحار الكبيرة. بالتالي لم يتمكن البحر من أن يصب في حفرة النهر كما وقع بين حفر البحار. ثم امتلأت حفر الأنهار وهيمنت عليها مياه الأمطار العذبة والمياه التي تخرج من عيون الأرض وثلوج الجبال. قال تعالى﴿ وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ﴾(٣-١٣)
ونشأت عن مد الأرض سبل فجاج وسهول وهضاب بأمر الله﴿ وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ﴾(٣١-٢١)
إرسال تعليق