U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - المعارج والأسباب -0241

   

 ٣٤- خلق السماوات والأرض (49/50)

 

 

٣٤ج١٥- المعارج والأسباب:

إن المسافات في فضاء السماوات هائلة جدا. لذلك خلق الله ما يسمى بالمعراج يعرج بالخلق وبالأرواح في لحظات. جاء في حديث الإسراء عن رواية أبي سعيد بن مالك الخدري قال « ثم أتيت بالمعراج الذي كانت تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلائق أحسن من المعراج أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج قال فصعدت أنا وجبريل... الخ « فعرج النبي في المعراج وقد أوتيه بالمسجد الأقصى. قال تعالى في الآية (٣-٤-٧٠)﴿ من الله ذي المعارج () تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾. لكنهم في المعراج يعرجون في تلك المسافة في لحظات. والدليل هو أنهم ينزلون ليلة القدر في لحظات أيضا كما جاء في سورة القدر. والخمسون ألف سنة المذكورة في سورة المعارج لا تقصد طول يوم الحساب الذي له أيضا نفس هذه المدة كما بينت في محله.

خلق الله معارج كثيرة لمختلف الخلائق حسب مواقعها وهي ربما صنفان كما سيتبين منطقيا. صنف خاص بالملائكة وصنف خاص بأرواح الإنس بعد موتهم وهي في أجواف طير.

أما المعارج الرئيسية الخاصة بالملائكة فيوجد كل واحد منها وسط كل وحدة فضائية ( أو قطر ) خاصة بنوع من الجن ومن معهم من الإنس سواء في الحلقات الأرضية أم في الحلقات السماوية أم في سجين. كل معراج ممتد عموديا من أسفل سجين في الزاوية التي هو فيها إلى أعلى سدرة المنتهى وله ممر في كل سماء. وقد تكون له امتدادات متفرعة عنه في مستويات معينة تؤتى لمن سيعرج وتعينه على الوصول إليه بسرعة والله أعلم.

أما المعارج الخاصة بأرواح مؤمني الإنس والجن بعد موتهم فربما يوجد بعضها في الأمام والآخر في الخلف. ذلك لأنها تعرج بهم إلى القناديل المعلقة بالعرش عندما يقبل الليل بعضهم من جهة الأمام وبعضهم من جهة الخلف. هناك إذن معراجان ينطلقان من كل قطر من أقطار جنات المأوى الدنيوية. من كان في الأمام عرج في الأمام ومن كان في الخلف عرج في الخلف.

والمعارج قد تكون مواقعها في الأسباب التي في قوله تعالى﴿ أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب ﴾(١٠-٣٨) أي السبل التي تؤدي بسرعة إلى أية سماء. والملائكة الذين في الحلقات الأرضية من جهة اليمين يعرجون في المعارج المخصصة لهم إلى أغصان السدرة التي عن اليمين. والذين في الشمال يعرجون إلى التي في الشمال. والذين في وسط السدرة يمرون من الأبواب التي في أعلى كل حلقة سماوية.

وكل ملك مسافر يجد محطات في طريقه وبابا في كل سماء يفتح له. وفي كل سماء أبواب كثيرة حتى إنها إذا فتحت كلها في نفس الوقت أصبحت أبوابا كما قال تعالى عنها يوم القيامة﴿ وفتحت السماء فكانت أبوابا ﴾(١٩-٧٨) والملائكة الذين يعرجون في نفس الخط لهم ربما نفس الباب في كل سماء. ولا يتخذون طرق غيرهم. وقد يكون عدد الأبواب هو نفسه في كل سماء والله أعلم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة