U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - السماء تدور ولا تدور -0228

   

  ٣٤- خلق السماوات والأرض (36/50)

 

 

٣٤ج٧ت- السماء تدور ولا تدور !!

قد تتعجب من هذا العنوان لكنه بلا شك الحقيقة ! كانت السماء البدائية أي قبل خلق السقوف تدور بما فيها حول المركز العظيم. ثم أمر الله السماء والأرض بالإتيان. ومنذ ذلك الحين تميزت الحلقات السماوية والحلقات الأرضية عن بعضها البعض وظلت كلها تبتعد بعجلة عن المركز فغلبت قوة الإتيان هذه قوة الدوران حوله. ولولا ذلك الأمر العظيم الذي في قوله تعالى﴿ ائتيا طوعا أو كرها ﴾(١١-٤١) لظلت المجرات تدور حول المركز ولما تجزأت السماء البدائية إلى سبع أرضين ولا السماوات السبع أيضا بالشكل الذي هن عليه الآن.

ورغم أن المركز العظيم ظل يتفكك عن الضغط الدائري الذي خضع له أثناء خلقه فقوة الإتيان جعلت المجرات تبقى في حقولها النسبية أي في خطوط مسيراتها داخل الحلقات الأرضية. وكذلك الشأن بالنسبة لأجزاء السقوف. والحكمة في ذلك هو أن ما في الأعلى يجب أن يظل في الأعلى وما في الأسفل يظل في الأسفل. فالكواكب التي فيها خلائق حية يجب أن تبقى دائما فوق المركز العظيم من الجهة التي فيها العرش. ولو ظلت المجرات تدور حول المركز ذاك لأتى يوم في كل دورة يكون فيه كوكبنا تحته ولأصبحت الأرض السابعة مثلا حينها فوق الأرض الأولى، وكذلك سجين الذي تحتنا يصبح فوقنا. وسنرى أن من أجل ذلك ثلث الحلقات السماوية والأرضية خالي من الخلائق الحية. وهو الثلث الأسفل منهن، ويوجد تحت المركز. وسيبقى دائما في الأسفل بفعل قوة الإتيان إلى يوم الفناء. وأكرر أن قوة الإتيان تزداد تدريجيا مع مرور الزمن. فالمجرات والسقوف يبتعدن في كل لحظة عن المركز بسرعة أكبر شيئا فشيئا بينما قوة التفكك تنقص تدريجيا لأن كلما ابتعدت المجرة عن المركز العظيم كلما نقصت سرعة دورانها حوله لو كانت الآن تدور. وهكذا يتبين أن قوة الإتيان هي القوة المهيمنة إلى يوم الفناء وأن السماء الكبيرة الشاملة تتفكك دون دوران حول المركز العظيم ( ولو افترضنا أن هذه القوة انتهت فجأة لدرات حوله في الحين. وسيحدث شيء من هذا يوم الفناء كما سنرى في محله ).

أما الكواكب فتدور حول مراكزها والمجرات تدور حول نفسها أيضا. وتوجد مجرات تدور حول مجرات أكبر منها وأخرى حول مراكز خاضعة لها لكن الكل يبقى في حقله النسبي حول المركز العظيم الذي تحت الأرض السابعة. وهكذا فالذين في الأرض الأولى يظلون دائما أعلى من الذين في الأرضين السفلى والذين في السماء السابعة يظلون دائما فوق الذين في السماوات السادسة والخامسة...الخ. فذلك من صنع الخلاق العليم وقائم على منطق حكيم. فإذا رأى عالم فلك مجرة في الحاضر تدور حول شيء ما فهي تدور حول مجرة أكبر منها أو حول مركز قريب منها تابعة له. ولو افترضنا أنه رآها تدور حول المركز العظيم والذي لا يمكن له أن يراه فإنه لا يرى إلا الماضي البعيد لما كانت فعلا تدور حوله. ودارت حوله تقريبا ٧ , ١٣ مليار سنة ( بالتالي كل ما يراه ويقاس بملايير السنين فكان بالتأكيد في سماء بدائية ). وكان ذلك الدوران بطيئا جدا. فتصور أن مجرة درب التبانة وهي لا شيء في الكون الكبير تدور حول نفسها في مدة مقدارها مائتا مليون سنة. إن إتيان السماء والأرض ليس قديما وعمره لا يتعدى عمر الحيوانات التي معنا وخلقت قبله أي منذ ثمانين مليون سنة فقط كما قيل. والمجرات وكل المراكز لم تعد تدور حول مركز الكون بعد أن أتم الله خلق كوكبنا بقليل من الزمن.  


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة