٣٤- خلق السماوات والأرض (31/50)
٢- خلق السماوات السقوف:
خلقت السقوف من حلقة الدخان بعد أن انقسمت إلى سبعة حلقات بفعل إتيان الأرض والسماء وتميزت فضاءات بينها ولم تعد تدور حول مركز الدنيا.
إن الأمر بالإتيان كان جديدا على السماء والأرض. ولولاه لظلت السماء بدائية بمجراتها تتوسع فقط بفعل دوران التفكك وحولها حلقة دخانية في توسع بطيء. لكن التوسع بالإتيان إلى الله بأمره سبحانه كان عظيما ولا يزال. ونور الكرسي المتزايد بكشف الله لحجبه هو الذي يملأ الفراغ المتزايد في المادة بسرعة هائلة. وهذا التوسع العظيم حير علماء الفلك. فهم لا يدرون لماذا وكيف تبتعد المجرات بعجلة فائقة عن مركز الدنيا وفي ازدياد مستمر بينما كان يجب أن تخضع لجاذبيته فقط. بل بعضهم زعم أن قوة غريبة خارج الكون تجذب إليها هذه المجرات. ونعلم نحن الآن أن هذه القوة، قوة الإتيان، نشأت واستمرت فقط بأمر الله كن. حتى الكرسي أو جاذبيته لا دخل لهما مباشرة في ذلك وإلا لانتفخ المركز العظيم وكل السماء البدائية منذ بداية خلقهما وليس فقط حتى أمر الله السماوات والأرض بالإتيان.
٣- خلق العوالم البينية:
إن العوالم البينية بين كل أرض وأرض وبين كل سماء وسماء خلقت بلا شك مباشرة من مادة دخانية كما خلقت منها أيضا السماوات السقوف. أما الكواكب قبلها فخلقت من الحمم التي نتجت عن دوران الضغط حول الرتق المركزي الذي خضع له الدخان ثم دوران التفكك. وهذا يبين أن في السماوات السقوف والعوالم البينية لا توجد براكين كما أن الماء الذي في السقوف قد أنزل من تحت العرش بينما ماء الأرض أخرج منها أثناء عملية الدحو.
إرسال تعليق