٣٤- خلق السماوات والأرض (23/50)
٣٤ب٧- دوران الكواكب:
كل ما يدور يدور حول نفسه وحول غيره. فالذي يدور حول نفسه يتفكك عن الضغط الذي عليه. أما دورانه حول غيره فناتج عن تفكك المركز الذي يدور حوله. وكل الطبقات، الباطنية والسطحية والتي في الفضاء، تدور حول رتق مركزي إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة حول المحور بالنسبة لبعض الطبقات السطحية والباطنية التي كما رأينا لا تجد سبيلا لأن تدور مباشرة حول المركز لكثرة المواد التي تدور حوله. وكلما ابتعدت عنه كلما نقصت سرعتها حوله وتصلبت أكثر باستثناء الدخان الذي لا يتصلب منه إلا ما شاء الله.
ونشير هنا إلى أن الأجزاء الرتقة إن كانت تدور حول غيرها فهي لا تدور حول نفسها طالما لا تزال رتقا. والمركز العظيم مركز الدنيا لا يدور حول أي شيء. أما دوران كوكب حول نفسه فهو فقط دوران أجزائه حول رتقه المركزي الذي في قعره.
٣٤ب٨- الحكمة في إيجاد الرتق قبل الخلق:
بإمكان الله أن يخلق أي شيء من لا شيء، إنه على كل شيء قدير لكن شاءت حكمته أن يخلق السماوات والأرض من رتق. فبعد فتقه والضغط على أجزائه جعلها تتفكك بمقدار. وبذلك أعطى وأظهر للمخلوقات العاقلة بداية محسوبة للكون. ولا بداية بدون مبدئ وهو الله. ولولا ذلك لما استطاع أحد أن يعلم أن لهذا العالم بداية. وليس الأمر كذلك في جنة الخلد: يستحيل على كل من فيها أن يحدد زمن بدايتها بما يرى فيها. وجعلها الله خالدة منذ خلقها ولم يجعلها أطوارا.
إرسال تعليق