٣٤- خلق السماوات والأرض (11/50)
٣٤ب٣ت- الضغط الدائري:
إن المواد التي كانت تحيط بالرتق المركزي ( وهي الذرات التي صدرت هناك عن الأجزاء الرتقية التي فتقت وخضعت لدوران الضغط ثم لدوران التفكك قبل دوران الضغط على المركز العظيم ) دارت بأمر الله وأدخل بعضها في ما سيكون مركزا حول ذلك الرتق. وبعضها الآخر اقترب فقط منه. أما كيف أدخلت الأولى فيه فبلا شك جعلها الله تدور في أفلاك متقاربة جدا داخل حدود ما سيكون مركزا بحيث لن تستطيع أن تبتعد عنه بدوران التفكك حتى ينفجر يوم فنائه. وهو دوران ضغط "دائري" كدوران التفكك الذي أتى بعده لأن بهذا الأخير تدور الكواكب حول نفسها وحول غيرها ولو أنه حلزوني بعض الشيء.
وأكرر أن الفتق جعل السماء الرتقية تكبر، ثم دوران الضغط جعلها تأخذ حجما صغيرا. أما دوران التفكك فجعلها تتفكك عن ذلك الضغط. وبالتالي أصبح حجمها يزداد ليصل إلى الحجم الذي وصلت إليه بعملية الفتق بل إلى أكبر من ذلك بكثير إذا أضفنا التوسع بإتيان الأرض والسماء كما سنرى.
> وأشير أن كل كتلة تدور فهي تدور حول نفسها بدوران أجزائها حول محورها ومركزها الذي فيه قطعة من الرتق الأعظم بسرعات معينة ومختلفة حسب بعدها أو قربها منهما. أما المواد التي أصبحت في طبقة صلبة وبردت مع مرور الزمن فظلت تدور محمولة بها وبغيرها التي هي ممسكة بها. والسرعة في مستوى خط الاستواء أكبر من التي قرب مستوى القطبين كما نرى في بقع الشمس. ذلك لأن النواة الرتقية الداخلية لا توجد إلا في المركز. والكتلة تدور أيضا محمولة في فلكها أو أفلاكها حول كتلة أكبر منها بسرعة تدريجية. فأثناء دوران الضغط على هذه الكتلة الكبيرة كان فلك الكتلة الأخرى يقترب منها وسرعتها تزداد لكيلا تسقط عليها. والعكس يقع أثناء دوران التفكك.
ودوران الكوكب حول المركز له سرعة أصغر من دوران ذلك المركز حول نفسه. ذلك لأن طبقات المركز تدور ككواكب حول محوره بسرعة أكبر لأنها أقرب منه من ذلك الكوكب. وأفلاك كل كوكب متقاربة جدا فيما بينها. فلا نجد فرقا محسوسا بين فلكه في العام الماضي وفلكه في هذا العام.
إرسال تعليق