U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - فتق الرتق - السماء الرتقية -0201

   

 ٣٤- خلق السماوات والأرض (9/50)

 

 

ولا شك أن عملية الفتق قد تم معظمها لما كان سبحانه مستويا إلى الكواكب. لذلك قال تعالى﴿ أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ﴾(٣٠-٢١) والآية قد توحي بأن أجزاء رتقية غير التي في قعور الكواكب لا تزال ظاهرة وظاهر أيضا أثرها في الفضاء ليتمكن الكافرون من رؤيتها ويعلموا أن الكل كان رتقا في أول الأمر. ولا ننسى أن كل ما يمكن أن نراه الآن في الفضاء البعيد قد حدث في الماضي لكن وجود كتل رتقية لم تفتق بعد حتى الآن ممكن أيضا خصوصا والسماء لا تزال في توسع مستمر. ثم إن الكواكب أو المجرات التي تموت أو تنفجر تحتفظ برتقها الذي يكبر بسرعة بعد الانفجار بعودة كل اﻷشياء التي كانت حوله رتقا إليه. ثم يخلق الله منه بعد فتقه مرة أخرى كواكب أو مجرات. فهذا الرتق قد يفتق أو يجمع لكنه لا يدمر أبدا إلى قيام الساعة. وكما أشرت لا شك أن الثقوب السوداء التي نسمع عنها حاليا والتي تظهر بعد انفجار النجوم وتجذب إليها كل شيء في فضائها هي نفسها الأجزاء الرتقية التي أتكلم عنها والله أعلم.

وكل كتلة قد تم فتقها قبل بداية اليوم الأول لمولودها. واليوم الأول والله أعلم هو الذي بدأ فيه دوران الضغط على الدخان الذي خلق حول الرتق المركزي بعد الفتق. فمرحلة الدخان الذي هو كمادة أولية تأتي دائما قبل بداية أيام الخلق ولا تحسب للمولود لأنها مرحلة مشتركة بين كل المجرات والمراكز والكواكب شموسا كانت أو أقمارا بل حتى السقوف السماوية. ولعل الدليل القرآني على ذلك في سورة فصلت: خلق الله الأرض وأتمها في أربعة أيام بينما كانت السماء التي تحيط بعالم المجرات والكواكب حينها دخانا والتي ستصير بعده سقوفا صلبة في يومين. فأرضنا وقمرها كانا كتلة رتقية واحدة. وبعد فتقها فقط ظهرت كتلة القمر الرتقية وأجزاء كتلة الأرض. لذلك سنعتبر اليوم الأول لأرضنا اليوم الذي بدأ فيه دوران الضغط عليها. أما اليوم الأول للقمر فبدأ بعد فتق رتقه. وإن صحت المقارنة فذلك كالمولود الذي يخرج من بطن أمه. فعمره يبدأ يوم ولادته ولا نضيف إليه زمن تكوينه في الرحم. وهذا يوحي لنا بأن الله بدأ خلق الأجزاء الرتقية داخل " الرتق الأم " فرسمها بقدرته وعلمه إلى كور وكويرات قبل الفتق. وجعل لكل كرة مركزها الخاص. فذلك ربما هو التصميم الإلهي لخلق السماوات والأرض داخل الرتق. ولما بدأ الفتق ابتعدت كل كرة عن المركز مستقلة بنفسها سواء كانت كبيرة أم صغيرة. وولد رتق الأرض أثناء فتق رتق المجموعة الشمسية. وقيل أن عمر الشمس ٥ مليار سنة وعمر الأرض التي فتقت منها ٥, ٤ مليار سنة. فأرضنا فتقت بلا شك بعد بداية تفكك الشمس أي بعد ظهور هذه الأخيرة كشمس. بالتالي إن كانت هذه اﻷرقام صحيحة يمكن القول بأن دوران الضغط على الشمس دام أقل من نصف مليار سنة وأن دوران تفككها إلى الآن دام أكثر من ٥, ٤ مليار سنة. أما اﻷرض فبدأ دوران الضغط عليها بعد مرور نصف مليار سنة على بداية دوران الضغط على الشمس والله أعلم. فدوران الضغط عملية " سريعة " مقارنة بما يليه. والفتق الذي قبله أسرع منه بكثير ويدوم فقط حتى تصل أجزاء الرتق بعد فتقه إلى أقصى ما يمكن لها في الفضاء لكن لا تدخل مدته في حساب اﻷعمار. ومعظم عمر الكواكب هو إذن لدوران التفكك.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة