٣٤- خلق السماوات والأرض (6/50)
وبدوران الضغط على المركز أصبحت الكتل الخارجية التي أقذف بها في الفضاء تدور حوله وتقترب منه وهي لا تزال رتقية. ولو كانت أجزاؤها قد فتقت هي أيضا أثناء فتق أجزاء المركز العظيم لبدأ دوران الضغط عليها وانتهى قبل دوران الضغط عليه لأن دوران الأشياء الصغيرة أسرع من دوران الأشياء الكبيرة. وبالتالي في هذه الحالة ستخلق الأقمار قبل الشموس والكواكب قبل مراكز المجرات والمجرات قبل المركز العظيم. وهذا طبعا عكس ما حدث.
وبطريقة أخرى نقول: إذا كان عمر أرضنا ٥, ٤ مليار سنة وعمر الكون ٧ , ١٣ مليار سنة أو أكثر كما قيل فكيف كان حال أرضنا قبل خلقها أي مدة ٢ , ٩ مليار سنة أو أكثر ؟ أكانت دخانا حول رتقها المركزي أم فقط رتقا أكبر لم يفتق بعد ؟ أي هل كانت السماء البدائية بعد فتق الرتق الأعظم كتلا كثيرة من الدخان تدور حول مراكزها الرتقية بصرف النظر عن الدخان الهائل الذي كان في حدودها كما سنرى أم كتلا رتقية فقط دون دخان ؟ أي هل فتق كل شيء في أول الأمر أم كل فتقة كان لها أجلها ؟ لا شك أن الخيار الثاني هو الصحيح لكيلا تخلق الأقمار قبل الشموس وقبل المركز العظيم كما قلت. أي إن الأجزاء الرتقية التي انطلقت في الفضاء ظلت على حالها حتى خلق المركز العظيم وحان أجل فتقها. ثم بعد فتق كل جزء أصبح دخانا حول رتقه المركزي. ثم مباشرة بدأ دوران الضغط عليه لكيلا ينكمش ويلتصق بالرتق بفعل الجاذبية. وهذا يؤكد أيضا أن الأجزاء الرتقية لم تفتق كلها في نفس الوقت.
بعد بداية دوران تفكك المركز العظيم أي بعد نهاية دوران الضغط عليه فتقت مراكز الكتل التي كانت تدور حوله بذراتها إلا ما كان في قعرها. كل واحدة بأجلها. والفتق عملية سريعة. ثم خضعت لدوران الضغط حول نفسها. ثم بعد بداية تفككها فتقت الأجزاء التي ستخلق منها الشموس، ثم خضعت للضغط. ثم بعد بداية تفككها فتقت الكتل الصغيرة التي ستخلق منها الكواكب حول الشمس كأرضنا. وبعد بداية تفككها خلق القمر بنفس الطريقة. وهو آخر كوكب في هذه السلسلة الذي خضع للفتق ثم للضغط ثم للتفكك. فهذه العمليات كانت تنتقل من الكبير إلى أصغر منه شيئا فشيئا.
إرسال تعليق