U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - فتق الرتق - السماء الرتقية -0197

   

 ٣٤- خلق السماوات والأرض (5/50)

 

 

٣٤ب٢- فتق الرتق < السماء الرتقية:

لا شك أن الله لما أراد خلق السماوات والأرض بعد أن أوجد رتقهما " نزل" كما رأينا إلى مستواه في بعد لا يعلمه إلا هو دون أن تغادر ذاته العظيمة مقامها في وسط العماء. فكونه استوى إلى السماء لخلقها قد يدل على ذلك. وبلا شك نزل في ظلل من الغمام وفي هيأة تناسب العالم السفلي لكيلا يتحطم أمام عظمته سبحانه ونوره المباشر. فهذا العالم أصغر كثيرا من العرش. فالسماوات والأرض الآن الصادرة عن الرتق وهما في توسع دائم ليستا إلا كحلقة ملقاة في فلاة بالنسبة للكرسي الذي هو أصغر من العرش.

إن الرتق الأول كان كتلة ليس فيها إلا قليل جدا من الفراغ، فقط ما يجعل أضعف أنوار الكرسي التي هي من نور الله يغمر جزيئاتها لكن " نسيجه " كان منيرا جدا كما أشرت. ولما تم خلقه لم يكن نقطة صغيرة شبه منعدمة كما يعبر عن ذلك علم الفلك النظري بل كان ذا حجم يتناسب مع حجم كرسي الله. أي لو كان في كرسي آخر أكبر لكان أكبر حجما ( لكن احتمال أن يكون نقطة فقط في بداية خلقه تماما ممكن. فلا نعلم كيف خلق بالضبط ) فتفرقع بقوة هائلة بأمر الله " كن". وانطلقت مكوناته على شكل كتل في الفضاء بسرعة كبيرة. وأصبح بالتالي الفراغ الخارجي بينهن. كل كتلة مستقلة بمركزها. وهي التي خلقت منها المراكز والمجرات العظام. ولولا ذلك لانتشرت الأجزاء الرتقية انتشارا عشوائيا أو متفرقا جدا دون مراكز لها بحيث يستحيل عليها أن تتجمع لخلق المجرات. ولما ابتعدت بعدا كافيا وفتقت أجزاء المركز العظيم بما في ذلك ذراته - باستثناء ما كان في قعره وظل في مكانه لأجل الجاذبية - بدأ دوران الضغط عليه. أي إن المركز خلق بدوران بعض أجزاء الرتق لما تحولت إلى مواد " طبيعية " حول ما تبقى في القعر. بل كل شيء في الفضاء يتكون بدوران أجزائه حول مركز له. وعلماء الفلك يرون بعضا من هذه الأمور. ولو فتق أيضا ما تبقى في القعر لما كانت هناك جاذبية ولانطلق كل شيء في الهواء بلا رجعة. لقد سلم هؤلاء العلماء بدون تفسير مقنع لما يرون من جاذبية الكواكب بأن كل كتلة في الفضاء كيفما كانت تجذب كل أخرى بجوارها. وهذا ليس صحيحا تماما. فالكتلة لا تجذب أي شيء إلا إذا كان في قعرها قطعة من الرتق الأعظم كما في كل كوكب الآن. وفي مركز كل ذرة أيضا قطعة منه على قدر حجمها لكن القطع الرتقية الذرية لا تستطيع أن تجذب كتلا كالكواكب. فلا تجذب إلا عناصر الذرة التي هي فيها. إن أجزاء الرتق لها قوة عظيمة يجذب بعضها بعضا وتجذب كل شيء في فضائها ( وصادر عن الرتق ) حتى الضوء ومكوناته. فهي " مغناطيس" من نوع غريب ذو قوة هائلة.  أما الرتق الذي في قعر المركز العظيم فيجذب كل شيء داخل الكرسي. أما الملائكة فلا يجذبهم كما رأينا سابقا لأنهم لم يخلقوا من مكوناته.  



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة