U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - الرتق وعملية الفتق - خلق الرتق -0196

   

 ٣٤- خلق السماوات والأرض (4/50)

 

 

كان إذن في جوف ومركز حلقة الكرسي رتق له نور عظيم يحيط بكل مكوناته لكن ليس في جوفها إلا نور ضعيف، أضعف الأنوار، وفراغ قليل. وكانت للرتق "طبقات" خارجية وأخرى داخلية. ومنح مكونات الطبقات الخارجية نور أعظم من الذي منح مكونات الطبقات الداخلية لأن الأولى هي التي صدرت عنها السماوات السقوف وما فيهن. فإلى يوم الفناء ستكون قد توسعت أكثر من الأرضين التي صدرت عن الطبقات الرتقية الداخلية.

وإن رأى الإنس الرتق لن يروا نوره لأن على أعينهم غطاء. فلا يرون من أنوار الله إلا نور الشموس. ومن أجزائه التي انطلقت في الفضاء ما يعرف بلا شك بالثقوب السوداء مع أنها ليست ثقوبا. وإن كان الله قد أعطى النور للرتق الأول فهذا النور نجده أيضا في كل أجزائه التي صدرت عنه منها الكواكب والسماوات وكل أشياء الدنيا كأبدان الناس والحيوانات والجمادات. وبهذا النور تتوسع ذراتهن إلى يوم الفناء. والإنس لا يرون نور هذه الأشياء أيضا. وكلما توسعت السماء كلما نقص النور الرباني من ظاهر كيان الأشياء وازداد الفراغ فيها وامتلأ بنور الكرسي أكثر فأكثر. ويوم الفناء لن يبقى لديها نور كافي في مكوناتها لأنه ينقص شيئا فشيئا بالتمدد. ولولا الفناء يومئذ لاحترقت الدنيا بسماواتها وأرضيها. ونور المكونات هو نورها الخاص الذي خلق الله به كيانها ونسيجها كانت صغيرة أو كبيرة. وهو كما رأينا وأكرره غير النور الذي يملأ فراغاتها ن هذا الأخير من نور الفضاء الذي هي فيه ( ولكي تفهم هذه الظاهرة تصور كرة من جلد مثلا - وتمثل هنا كل ذرة - فيه ثقبة - وهي في المادة ثقب كثيرة - وهذا الجلد له نور خاص ينبثق منه ويجعله مستنيرا وقابلا للتمدد. ودرجة تمدده حسب غلظه. كلما نفخنا في الكرة هواء كلما نقص غلظ جلدها ونوره طبعا حتى يصبح رقيقا جدا. بعد ذلك ينفجر. والهواء هذا فيه نور له مقدار حسب بعده أو قربه من الكرسي أو من العرش ). وكلما كان النور الخاص كبيرا كلما استطاع صاحبه أن يتوسع وينتفخ ويستقبل نورا من الله أكثر وفراغا أكبر. 

ملاحظة: بلا شك والله أعلم خلق الله في أسفل عالم الآخرة رتقا أيضا لأن هناك جاذبية تجذب الأنهار والأشياء. فيوجد إذن في " الزاوية السفلى " من جهنم. وفي ذلك العالم روضات الجنة متصلة بعضها بعضا بأعمدة كما سنرى وكذا حفر جهنم بخلاف السماوات والأرض الدنيوية التي رفعت بغير عمد والله أعلم. وحجم هذا الرتق كحجم الرتق الدنيوي الذي في قعر المركز العظيم مباشرة قبل فناء الدنيا أي حين يكون له أكبر حجم. ورتق الآخرة ليس منيرا بل مظلما لأن حجمه أبدي لا يحتاج إلى نور للتوسع. وفي باطن مكوناته أضعف أنوار العرش لأنه أبعد شيء عنه في الآخرة. كذلك سيكون رتق الدنيا قبل الفناء.



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة