٣٣- الله نور السماوات والأرض (12/13)
٦• أنوار الليل: لماذا لا ينقص حجم حملة العرش مثلا أو حجم السماء والأرض وما فيهما بالليل ؟ والتفسير هو أن نور الله موجود على الدوام بالليل والنهار. فالستور التي ينشأ عنها الليل لا تحجب إلا النور المرئي. فهي تجعل النور مستورا دون أن يفقد خاصياته الأخرى. وبالتالي تبقى الأجسام التي في النشأة الأولى تتوسع حتى بالليل. وإن صعد أحد أثناءه في الاتجاه الأعلى ازداد حجمه كما بالنهار. ولو تمادى في الصعود لاحترق سواء كان بالليل أم بالنهار. فالنور الشامل يزداد فيهما بكشف الله لحجبه. والنور موجود على الدوام لكن بالنسبة لأعين الخلق الليل مظلم والنهار مبصر. ونور أوقات اليوم المرئي يزداد تدريجيا من منتصف الليل إلى منتصف النهار ثم ينقص تدريجيا من منتصف النهار إلى منتصف الليل. والنور الخاص الذي يحيط بالذرات يظهر ويسطع أكثر في الظلام. وهذا يحدث مثلا لأبدان ملائكة السماوات ليلا. وكذلك سيكون الأمر بالنسبة للإنس عندما يدخلون في ظل شجرة الخلد في جنة الخلد والتي يمشي تحتها الراكب مائة عام لا يقطعها: أنوارهم ستظهر عليهم أكثر وستضيء ما حولهم.
٧• أنوار جهنم وأنوار سجين هي ظلمات للجن والإنس فقط: إن جهنم التي في الآخرة وسجين الذي في باطن الدنيا في ظلمة لكن فيهما نور لا يراه الجن والإنس " كنور الليل" الذي رأيناه في الفقرة السابقة. فالله نور السماوات والأرض ونور الكون بأسره. ولا تجد نقطة في الوجود ليس فيها نور الله. فجهنم ظلمات أبدية بعضها تحت بعض لا تزداد ولا تنقص مع مرور الأيام﴿ ظلمات بعضها فوق بعض ﴾(٤٠-٢٤). كل ظلمة تحتوي على جزء من نور الله تفقده الظلمات التي تحتها. أما سجين فالنور غير المرئي يزداد عليه إلى أن يصل يوم الفناء إلى نفس النور غير المرئي الذي في الطبقة الثانوية العليا من الطبقة السابعة من جهنم ( وهي الدرك الذي فوق الدرك الأسفل ). والكافرون لن يروا نور الله أبدا رغم أنه سيغمر أيضا كيانهم وذراتهم وهم في جهنم. وسبحانه هو من جعل الظلمات والنور. ومن لم يجعل له نورا فماله من نور.
إرسال تعليق