U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - النور الخاص -0190

   

٣٣- الله نور السماوات والأرض (11/13)

 

 

٥ النور الخاص: النور الخاص هو إذن النور الذي أعطاه الله لمكونات كل مخلوقاته في الدنيا والآخرة على قدر درجاتها لتتوسع أجسامها. وسيعطيه للمؤمنين بعد الحساب على قدر إيمانهم وأعمالهم وللملائكة أيضا على قدر درجاتهم في الآخرة. والإنس لا يرونه الآن ولن يراه في الآخرة إلا المؤمنون. أما الكافرون فلا نور لهم. وهو غير النور الذي يملأ فراغات ذرات الخلق. فهذا الأخير مصدره نور الفضاء الذي هي فيه.

إن حملة العرش ومن حوله خلقوا في نور منقوص تحت الحجاب الأسفل. وحجمهم يزداد بازدياد النور عليهم بكشف الله لحجبه رغم أن مستواهم لا يتغير أي لا يرتفعون كما ترتفع الدنيا بأهلها. وازدياد حجمهم هذا يقيهم من الاحتراق. فسبحانه قد منحهم نورا كافيا إلى يوم الفناء وظاهرا عليهم. وينقص ظهوره هذا مع مرور الزمن وبه تتوسع ذراتهم لاحتواء نور الحجب المتزايد عليهم. وفي هذه الحالة قد يستطيع من أذن له الله منهم أن يرتفع ويخترق عددا من الحجب دون أن يحترق ( وهو نفس عدد الحجب التي ستزول إلى يوم الفناء ). ويزداد حجمه بارتفاعه. ونفس الأمر إذا ابتعد عن العرش أفقيا لأن النور كما بينت يزداد أيضا في ذلك الاتجاه ( أنظر الرسم ٣١ ). لكن مع مرور الزمن تنقص مسافة ارتفاعهم هذا ( أو ابتعادهم ) تدريجيا لأن نور الحجب يزداد. ولو أزيل كل ذلك العدد من الحجب لوجب أن يكونوا في مستواهم تماما لكيلا يحترقوا.

أما جنة الخلد فهي تحت نور وسط العرش. إذا نزل أحد في درجاتها نقص النور من ذراته بنقصان النور في فضائها فيتقلص الفراغ من جسمه وينقص حجمه ويظهر نوره الخاص عليه. وسيراه من هم أسفل منه في نور أعظم من نورهم. وإذا عرج إلى درجته رجع نور فضائها إلى ذراته وعاد كما كان. وكمية نوره الخاص هي من أجره وهي التي تحدد درجته في الجنة وبالتالي المقدار الأكبر لطوله وحجمه. أي نوره الخاص يعادل نور الفضاء الذي في درجته. وهذا النور الخاص يحيط بالذرات وبكل جزيئاتها ويلازمها ولا يفارقها سواء نزل صاحبها أم صعد. ويجعلها قابلة للتوسع فيمد الجسم على قدر ذلك النور. وسنرى في محله كيف يعرج الناس في الجنة بأنوارهم.


   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة