U3F1ZWV6ZTUwNDI4NTQwODIxODEzX0ZyZWUzMTgxNDY4NDE0OTg0Nw==

قصة الوجود - علاقة نور الله بحجم المادة وفنائها - حجم المادة -0189


   

٣٣- الله نور السماوات والأرض (10/13)

 

 

٢ فيما يخص حجم المادة:

ما خلق تحت نور منقوص يزداد حجمه ( إن منحه الله نورا لذلك كما رأينا في الفقرة السابقة ) بازدياد النور عليه بكشف الله لحجبه حتى وإن ظل في نفس المستوى. بالتالي كل الذين في السماوات السبع والأرضين السبع والذين يحملون العرش ومن حوله يزداد حجمهم. وما خلق تحت نور كامل كالعرش والكرسي لا يزداد حجمه بكشف الله لحجبه. أما جنة الخلد فليس فوقها حجب. والذين خلقوا فيها وهم مستقرون في أية درجة من درجاتها لا يزداد حجمهم مع مرور الزمن لأن أجسامهم خلقت تحت نور وسط العرش الكامل. أما بالنسبة للذين سيدخلونها فسيمنحهم القدر الكافي من النور كل حسب درجته. 

٣ تغيير المستوى في نور الله ينتج عنه تغيير في الحجم سواء في الدنيا أم في الآخرة وسواء بالليل أم بالنهار:

كل من ابتعد عن مقام الله نقص حجمه بنقصان نور الفضاء الذي هو نازل فيه. وكل من اقترب منه ازداد. وهذا شأن الملائكة والجن والأجساد التي فيها أرواح الإنس. ونقصان نور الفضاء سببه الحواجز التي جعلها الله تحته كالحجب والعرش .. الخ. أما نور الله بدونها فلا ينقص.

٤ لا يمكن لأحد أن يتجاوز درجته النهائية ( أي التي سيصل إليها يوم الفناء ) في الاتجاه الأعلى وإلا احترق ( سواء في الدنيا أم في جنة الخلد ). فلا يمكن لأحد أن يصعد في نور الله إلا بنور وهبه الله له يعطي لذراته القدرة على التوسع واحتواء نور الفضاء الذي يغمرها دون أن تتحطم. فبنوره يرتقي ( وهذا سيكون واضحا للناس وهم في جنة الخلد ). كلما صعد كلما توسعت ذراته بنور السماء الذي هو فيها على قدر نوره وازداد بالتالي حجمه. وعندما يصل إلى درجته النهائية لن يبقى لديه نور للصعود. فذراته وصلت إلى نهاية توسعها واستنفدت ما كان عندها من فائض من نور. وإن نزل من مستواه تقلص جسمه بخروج الفراغ والنور وأصبح منيرا. ولو افترضنا أنه تمادى كثيرا كثيرا في النزول وابتعد عن الجنة في اتجاه الأسفل لاقترب كيانه من درجة الرتق في ما يخص كمية الفراغ إلا أن الرتق ليس فيه بروتونات ولا إلكترونات.

أما في السماوات السبع الدنيوية، وهذا شأن الملائكة، فعندما يصل أحدهم إلى درجته لن يبقى لديه إلا نور التوسع الكافي إلى يوم الفناء. فيمكن له أن يرتقي به الآن فوق درجته إلى مستوى معين ( وهو الذي سيصل إليه يوم الفناء ). وإن تمادى فوقه احترق. ونعلم أن السماوات والأرضين في توسع وارتفاع دائمين لقوله تعالى﴿ والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ﴾(٤٧-٥١). فكل ذرات الدنيا وذرات أهلها تتوسع بأمر الله بهذا الارتفاع. وستتحطم يوم الفناء بعد أن تتجاوز شيئا ما المستوى الذي ستنقص فيه سرعة توسعها كما سنرى. حينها لن تتحمل نورا من الله أكثر أو أقوى مما قدر لها يومئذ.  



   



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة