٣٣- الله نور السماوات والأرض (4/13)
لقد ضرب الله مثلا عن نوره. فهو نور السماوات والأرض. مثل نوره كمشكاة. والمشكاة هي الكوة أو النافذة المغلقة التي تكون مرتفعة في حائط البيت حيث يوضع المصباح. فكذلك مصدر نور السماوات والأرض يوجد في مكان مرتفع فوق عالم الآخرة الأعلى. وكل الخلائق بلا استثناء في جميع المستويات تستفيد من نور الله الذي يأتي من فوق العرش بل من فوق كل الحجب. والمصباح الذي في المشكاة تشكله بلا شك والله أعلم هذه الحجب. وسنرى لماذا. أما زجاجته فهي العرش ( قيل أنه ياقوتة ). وهي ككوكب دري. ضوؤه قوي جدا. ونور العرش أقوى منه بكثير. جاء في الرواية عن على كرم الله وجهه قال نور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسى ( ورأينا تفسير ذلك ) ونور الكرسى جزء من سبعين جزءا من نور العرش ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجب. بل نقول أن في الكون زجاجات مختلفة: زجاجة العرش وزجاجة الكرسي وزجاجة كل سماء. فنور الله المنقوص يصل عبرهن إلى أية نقطة في الكون. وكثافة العرش كبيرة جدا وغلظه أيضا. فيجب أن يكون النور العلوي قويا جدا لكي يستنير. والفرق بين العرش وزجاجة المصباح العادي هو أن هذه الأخيرة تضاعف نوره. أما العرش فيضعف النور العلوي. فنوره جزء فقط من سبعين جزءا من نور الحجب. ربما لذلك شبهه الله بكوكب دري. وسنرى أن في الشمس براكين ثائرة عليها أن تغلب كثافة الطبقات السطحية لتقذف نيرانها في الهالة. وبذلك فقط تستطيع أن تكون مضيئة للكواكب حولها. فالحواجز في الشمس هي طبقاتها السطحية. والحرارة في قعرها أكبر من حرارة سطحها ( باستثناء هالتها ). وكذلك العرش هو ككوكب دري حاجز للنور العلوي. فالنور الذي فوقه أعظم من الذي تحته. أما المصباح أي فتيله فبلا شك تمثله طبقات الحجب التي هي من نور. ونورها من نور الله عبر رداء الكبرياء. وهي على شكل حلقات بعضها فوق بعض فوق جوانب العرش. ويوقد المصباح من شجرة زيتونة مباركة لا شرقية ولا غربية. وسنبين أن أعلى الحجاب الأعلى يحترق باستمرار كالمصباح.
إرسال تعليق